تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٢٧
من ند يند ندودا إذا نفر وناددت الرجل خالفته خص بالمخالف المماثل في الذات كما خص المساوي بالمماثل في القدر وتسمية ما يعبده المشركون من دون الله أندادا وما زعموا أنها تساويه في ذاته وصفاته ولا أنها تخالفه في أفعاله لأنهم لما تركوا عبادته إلى عبادتها وسموها آلهة شابهت حالهم حال من يعتقد أنها ذوات واجبة بالذات قادرة على أن تدفع عنهم بأس الله وتمنحهم ما لم يرد الله بهم من خير فتهكم بهم وشنع عليهم بأن جعلوا أندادا لمن يمتنع أن يكون له ند ولهذا قال موحد الجاهلية زيد بن عمرو بن نفيل (أربا واحدا أم ألف رب أدين إذا تقسمت الأمور) (تركت اللات والعزى جميعا كذلك يفعل الرجل البصير) * (وأنتم تعلمون) * حال من ضمير فلا تجعلوا ومفعول تعلمون مطروح أي وحالكم أنكم من أهل العلم والنظر وإصابة الرأي فلو تأملتم أدنى تأمل اضطر عقلكم إلى إثبات موجد للمكنات منفرد بوجوب الذات متعال عن مشابهة المخلوقات أو منوي وهو أنها لا تماثله ولا تقدر على مثل ما يفعله كقوله سبحانه وتعالى * (هل من شركائكم من يفعل من ذلكم من شيء) * وعلى هذا فالمقصود منه التوبيخ والتثريب لا تقييد الحكم
(٢٢٧)
مفاتيح البحث: الجهل (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»