تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٣٣
سمي به لأنه يحضر النوادي وتبرم بمحضره الأمور إذ التركيب للحضور إما بالذات أو بالتصور ومنه قيل للمقتول في سبيل الله شهيد لأنه حضر ما كان يرجوه أو الملائكة حضروه ومعنى * (دون) * أدنى مكان من الشيء ومنه تدوين الكتب لأنه إدناء البعض من البعض ودونك هذا أي خذه من أدنى مكان منك ثم استعير للرتب فقيل زيد دون عمرو أي في الشرف ومنه الشيء الدون ثم اتسع فيه فاستعمل في كل تجاوز حد إلى حد وتخطي أمر إلى آخر قال تعالى * (لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين) * أي لا يتجاوزوا ولاية المؤمنين إلى ولاية الكافرين قال أمية (يا نفس مالك دون الله من واق) أي إذا تجاوزت وقاية الله فلا يقيك غيره و * (من) * متعلقة ب * (ادعوا) * والمعنى * (وادعوا) * للمعارضة من حضركم أو رجوتم معونته من إنسكم وجنكم وآلهتكم غير الله سبحانه وتعالى فإنه لا يقدر على أن يأتي بمثله إلا الله أو * (وادعوا) * من دون الله شهداء يشهدون لكم بأن ما أتيتم به مثله ولا تستشهدوا بالله فإنه من ديدن المبهوت العاجز عن إقامة الحجة أو ب شهدائكم أي الذين اتخذتموهم من دون الله أولياء وآلهة وزعمتم أنها تشهد لكم يوم القيامة أو الذين يشهدون لكم بين يدي الله تعالى على زعمكم من قول الأعشى (تريك القذى من دونها وهي دونه)
(٢٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 228 229 230 231 232 233 234 236 237 238 239 ... » »»