تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٠١
ومنه قعدك الله ورفعها البناء عليها فإنه ينقلها عن هيئة الانخفاض إلى هيئة الارتفاع ويحتمل أن يراد بها سافات البناء فإن كل ساف قاعدة ما يوضع فوقه ويرفعها بناؤها وقيل المراد رفع مكانته وإظهار شرفه بتعظيمه ودعاء الناس إلى حجه وفي إبهام القواعد وتبيينها تفخيم لشأنها * (وإسماعيل) * كان يتناوله الحجارة ولكنه لما كان له مدخل في البناء عطف عليه وقيل كانا يبنيان في طرفين أو على التناوب * (ربنا تقبل منا) * أي يقولان ربنا تقبل منا وقد قرىء به والجملة حال منهما * (إنك أنت السميع) * لدعائنا * (العليم) * بنياتنا. * (ربنا واجعلنا مسلمين لك) * مخلصين لك من أسلم وجهه أو مستسلمين من أسلم إذا استسلم وانقاد والمراد طلب الزيادة في الإخلاص والإذعان أو الثبات عليه وقرئ * (مسلمين) * على أن المراد أنفسهما وهاجر أو أن التثنية مراتب الجمع * (ومن ذريتنا أمة مسلمة لك) * أي واجعل بعض ذريتنا وإنما خصا الذرية بالدعاء لأنهم أحق بالشفقة ولأنهم إذا صلحوا صلح بهم الأتباع وخصا بعضهم لما أعلما أن في ذريتهما ظلمة وعلما أن الحكمة الإلهية لا تقتضي الاتفاق على الإخلاص والإقبال الكلي على الله تعالى فإنه مما يشوش المعاش ولذلك قيل لولا الحمقى لخربت الدنيا وقيل أراد بالأمة أمة
(٤٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 396 397 398 399 400 401 402 403 404 405 406 ... » »»