تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٣٩٨
ملتمسه وتنبيه على أنه قد يكون من ذريته ظلمة وأنهم لا ينالون الإمامة لأنها أمانة من الله تعالى وعهد والظالم لا يصلح لها وإنما ينالها البررة الأتقياء منهم وفيه دليل على عصمة الأنبياء من الكبائر قبل البعثة وأن الفاسق لا يصلح للإمامة وقرئ الظالمون والمعنى واحد إذ كل ما نالك فقد نلته. * (وإذ جعلنا البيت) * أي الكعبة غلب عليها كالنجم على الثريا * (مثابة للناس) * مرجعا يثوب إليه أعيان الزوار أو أمثالهم أو موضع ثواب يثابون بحجة واعتماره وقرئ مثابات أي لأنه مثابة كل أحد * (وأمنا) * وموضع أمن لا يتعرض لأهله كقوله تعالى * (حرما آمنا) * ويتخطف الناس من حولهم أو يأمن حاجه من عذاب الآخرة من حيث أن الحج يجب ما قبله أولا يؤاخذ الجاني الملتجىء إليه حتى يخرج وهو مذهب أبي حنيفة رضي الله عنه * (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) * على إرادة القول أو عطف على المقدر عاملا لإذ أو اعتراض معطوف على مضمر تقديره توبوا إليه واتخذوا على أن الخطاب لأمة محمد صلى الله عليه وسلم وهو أمر استحباب ومقام إبراهيم هو الحجر الذي فيه أثر قدمه أو الموضع الذي كان فيه الحجر حين قام عليه ودعا الناس إلى الحج أو رفع بناء البيت وهو موضعه اليوم روي أنه عليه الصلاة والسلام أخذ بيد عمر رضي الله تعالى عنه وقال هذا مقام إبراهيم فقال عمر أفلا نتخذه مصلى فقال لم أومر بذلك فلم تغب الشمس
(٣٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 393 394 395 396 397 398 399 400 401 402 403 ... » »»