تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤٠٤
حجة وبيان لذلك فإن من كان صفوة العباد في الدنيا مشهودا له بالاستقامة والصلاح يوم القيامة كان حقيقا بالاتباع له لا يرغب عنه إلا سفيه أو متسفه أذل نفسه بالجهل والإعراض عن النظر. * (إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين) * ظرف ل * (اصطفيناه) * أو تعليل له أو منصوب بإضمار اذكر كأنه قيل اذكر ذلك الوقت لتعلم أنه المصطفى الصالح المستحق للإمامة والتقدم وأنه نال ما نال بالمبادرة إلى الإذعان وإخلاص السر حين دعاه ربه وأخطر بباله دلائله المؤدية إلى المعرفة الداعية إلى الإسلام روي أنها نزلت لما دعا عبد الله بن سلام ابني أخيه سلمة ومهاجرا إلى الإسلام فأسلم سلمة وأبي مهاجر. * (ووصى بها إبراهيم بنيه) * التوصية هي التقدم إلى الغير بفعل فيه صلاح وقربة وأصلها الوصل يقال وصاه إذا وصله وفصاه إذا فصله كأن الموصي يصل فعله بفعل الموصى والضمير في بها للملة أو لقوله أسلمت على تأويل الكلمة أو الجملة وقرأ نافع وابن عامر وأوصى والأول أبلغ * (ويعقوب) * عطف على إبراهيم أي ووصى هو أيضا بها بنيه وقرئ بالنصب على أنه ممن وصاه إبراهيم * (يا بني) * على إضمار القول عند البصريين متعلق بوصى عند الكوفيين لأنه نوع منه ونظيره (رجلان من ضبة أخبرانا أنا رأينا رجلا عريانا)
(٤٠٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 399 400 401 402 403 404 405 406 407 408 409 ... » »»