تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٤١٢
تقولون لهم فما هم إلا في شقاق الحق وهو المناوأة والمخالفة فإن فإن كل واحد من المتخالفين في شق غير شق الآخر * (فسيكفيكهم الله) * تسلية وتسكين للمؤمنين ووعد لهم بالحفظ والنصرة على من ناوأهم * (وهو السميع العليم) * إما من تمام الوعد بمعنى أنه يسمع أقوالكم ويعلم إخلاصكم وهو مجازيكم لا محالة أو وعيد للمعرضين بمعنى أنه يسمع ما يبدون ويعلم ما يخفون وهو معاقبهم عليه. * (صبغة الله) * أي صبغنا الله صبغته وهي فطرة الله تعالى التي فطر الناس عليها فإنها حلية الإنسان كما أن الصبغة حلية المصبوغ أو هدانا الله هدايته وأرشدنا حجته أو طهر قلوبنا بالإيمان تطهيره وسماه صبغة لأنه ظهر أثره عليهم ظهور الصبغ على المصبوغ وتداخل في قلوبهم تداخل الصبغ الثوب أو للمشاكلة فإن النصارى كانوا يغمسون أولادهم في ماء أصفر يسمونه المعمودية ويقولون هو تطهير لهم وبه تتحقق نصرانيتهم ونصبها على أنه مصدر مؤكد لقوله * (آمنا) * وقيل على الإغراء وقيل على البدل من ملة إبراهيم عليه السلام.
(٤١٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 407 408 409 410 411 412 413 414 415 416 417 ... » »»