للمجاز وإن ذكر مع العهد كان رمزا إلى ما هو من روادفه وهو أن العهد حبل في شجاعته بحر بالنظر إلى إفادته والعهد الموثق ووضعه لما من شأنه أن يراعي ويتعهد كالوصية واليمين ويقال للدار من حيث إنها تراعي بالرجوع إليها والتاريخ لأنه يحفظ وهذا العهد إما العهد المأخوذ بالعقل وهو الحجة القائمة على عبادة الدالة على توحيده ووجوب وجوده وصدق رسوله وعليه أول قوله تعالى * (وأشهدهم على أنفسهم) * أو المأخوذ بالرسل على الأمم بأنهم إذا بعث إليهم رسول مصدق بالمعجزات صدقوه واتبعوه ولم يكتموا أمره ولم يخالفوا حكمه وإليه أشار بقوله * (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب) * ونظائره وقيل عهود الله تعالى ثلاثة عهد أخذه على جميع ذرية آدم بأن يقروا بربوبيته وعهد أخذه على النبيين بأن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه وعهد أخذه على العلماء بأن يبينوا الحق ولا يكتموه.
(٢٦٥)