تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٧٠
واستبعده عنهم مع تلك النعم الجليلة فإن عظم النعم يوجب عظم معصية النعم فإن قيل كيف تعد الإماتة من النعم المقتضية للشكر قلت لما كانت وصلة إلى الحياة الثانية التي هي الحياة الحقيقية كما قال تعالى * (وإن الدار الآخرة لهي الحيوان) * كانت من النعم العظيمة مع أن المعدود عليهم نعمة هو المعنى المنتزع من القصة بأسرها كما أن الواقع حالا هو العلم بها لا كل واحدة من الجمل فإن بعضها ماض وبعضها مستقبل وكلاهما لا يصح أن يقع حالا أو مع المؤمنين خاصة لتقرير المنة عليهم وتبعيد الكفر عنهم على معنى كيف يتصور منكم الكفر وكنتم أمواتا جهالا فأحياكم بما أفادكم من العلم والإيمان ثم يميتكم الموت المعروف ثم يحييكم الحياة الحقيقية ثم إليه ترجعون فيثيبكم بما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر والحياة حقيقة في القوة الحساسة أو ما يقتضيها وبها سمي الحيوان حيوانا مجازا في القوة النامية لأنها من طلائعها ومقدماتها وفيما يخص الإنسان من الفضائل كالعقل والعلم والإيمان من حيث إنها كمالها وغايتها والموت بإزائها على ما يقابلها في كل مرتبة قال تعالى
(٢٧٠)
مفاتيح البحث: الموت (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»