تفسير البيضاوي - البيضاوي - ج ١ - الصفحة ٢٦٠
فأدخلوها على الخبر وعوضوا المبتدأ عن الشرط لفظا وفي تصديره الجملتين به إخماد لأمر المؤمنين واعتداد بعلمهم وذم بليغ للكافرين على قولهم والضمير في * (أنه) * للمثل أو لأن يضرب و * (الحق) * الثابت الذي لا يسوغ إنكاره يعم الأعيان الثابتة والأفعال الصائبة والأقوال الصادقة من قولهم حق الأمر إذا ثبت ومنه ثوب محقق أي محكم النسج. * (وأما الذين كفروا فيقولون) * كان من حقه وأما الذين كفروا فلايعلمون ليطابق قرينه ويقابل قسيمه لكن لما كان قولهم هذا دليلا واضحا على كمال جهلهم عدل إليه على سبيل الكناية ليكون كالبرهان عليه. * (ماذا أراد الله بهذا مثلا) * يحتمل وجهين أن تكون ما استفهامية وذا بمعنى الذي وما بعده صلته والمجموع خبر ما وأن تكون ما مع ذا اسما واحدا بمعنى أي شيء منصوب المحل على المفعولية مثل ما أراد الله والأحسن في جوابه الرفع على الأول والنصب على الثاني ليطابق الجواب السؤال والإرادة نزوع النفس وميلها إلى الفعل بحيث يحملها عليه وتقال للقوة التي هي مبدأ النزوع والأول مع الفعل والثاني قبله وكلا المعنيين غير متصور اتصاف الباري تعالى به ولذلك اختلف في معنى إرادته
(٢٦٠)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»