* (فسواهن) * عدلهن وخلقهن مصونة من العوج والفطور و * (هن) * ضمير السماء إن فسرت بالأجرام لأنه جمع أو هو في معنى الجمع وإلا فمبهم يفسره ما بعده كقولهم ربه رجلا. * (سبع سماوات) * بدل أو تفسير فإن قيل أليس إن أصحاب الأرصاد أثبتوا تسعة أفلاك قلت فيما ذكروه شكوك وإن صح فليس في الآية نفي الزائد مع أنه إن ضم إليها العرش والكرسي لم يبق خلاف. * (وهو بكل شيء عليم) * فيه تعليل كأنه قال ولكونه عالما بكنه الأشياء كلها خلق ما خلق على هذا النمط الأكمل والوجه الأنفع واستدلال بأن من كان فعله على هذا النسق العجيب والترتيب الأنيق كان عليما فإن إتقان الأفعال وإحكامها وتخصيصها بالوجه الأحسن الأنفع لا يتصور إلا من عالم حكيم رحيم وإزاحة لما يختلج في صدرورهم من أن الأبدان بعدما تبددت وتفتتت أجزاؤها واتصلت بما يشاكلها كيف تجمع أجزاء كل بدن مرة ثانية بحيث لا يشذ شيء منها ولا ينضم إليها ما لم يكن معها فيعاد منها كما كان ونظيره قوله تعالى * (وهو بكل خلق عليم) *. وعلم أن صحة الحشر مبنية على ثلاث مقدمات وقد برهن عليها في هاتين الآيتين أما الأولى فهي أن مواد الأبدان قابلة للجمع والحياة وأشار إلى البرهان عليها بقوله
(٢٧٦)