الحركة فقط، بل من قولهم: رجف الرعد يرجف رجفا ورجيفا: أي أظهر الصوت والحركة، ومنه سميت الأراجيف، لاضطراب الأصوات بها، وإفاضة الناس فيها، قال:
أبالأراجيف يا ابن اللوم توعدني * وفي الأراجيف خلت اللؤم والخورا (1) وعن أبي بن كعب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا ذهب ربع الليل قام ثم قال:
[يا أيها الناس أذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه]. (قلوب يومئذ واجفة) أي خائفة وجلة، قاله ابن عباس وعليه عامة المفسرين. وقال السدي: زائلة عن أماكنها. نظيره " إذ القلوب لدى الحناجر " [غافر: 18]. وقال المؤرخ: قلقة مستوفزة، مرتكضة (2) غير ساكنة. وقال المبرد: مضطربة. والمعنى متقارب، والمراد قلوب الكفار، يقال وجف القلب يجف وجيفا إذا خفق، كما يقال: وجب يجب وجيبا، ومنه وجيف الفرس والناقة في العدو، والايجاف حمل الدابة على السير السريع، قال:
بدلن بعد جرة صريفا * وبعد طول النفس الوجيفا و " قلوب " رفع بالابتداء و " واجفة " صفتها. و " أبصارها خاشعة " خبرها، مثل قوله " ولعبد مؤمن خير من مشرك " [البقرة: 221]. ومعنى " خاشعة " منكسرة ذليلة من هول ما ترى. نظيره:
" خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة " [القلم: 43]. والمعنى أبصار أصحابها، فحذف المضاف. (يقولون أئنا لمردودون في الحافرة) أي يقول هؤلاء المكذبون المنكرون للبعث، إذا قيل لهم إنكم تبعثون، قالوا منكرين متعجبين: أنرد بعد موتنا إلى أول الامر، فنعود أحياء كما كنا قبل الموت؟ وهو كقولهم: " أئنا لمبعوثون خلقا جديدا " يقال: رجع فلان في حافرته، وعلى حافرته، أي رجع من حيث جاء، قاله قتادة. وأنشد ابن الأعرابي: