" لا يقضى عليهم فيموتوا " [فاطر: 36] بالنصب وكله صواب، ومثله: " من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه " [البقرة: 245] بالنصب والرفع.
قوله تعالى: هذا يوم الفصل جمعناكم والأولين (38) فإن كان لكم كيد فكيدون (39) ويل يومئذ للمكذبين (40) قوله تعالى: " هذا يوم الفصل " أي ويقال لهم هذا اليوم الذي يفصل فيه بين الخلائق، فيتبين المحق من المبطل. " جمعناكم والأولين " قال ابن عباس: جمع الذين كذبوا محمدا والذين كذبوا النبيين من قبله. رواه عنه الضحاك. (فإن كان لكم كيد) أي حيلة في الخلاص من الهلاك " فكيدوني " أي فاحتالوا لأنفسكم وقاووني ولن تجدوا ذلك. وقيل:
أي " فإن كان لكم كيد " أي قدرتم على حرب " فكيدوني " أي حاربوني. كذا روى الضحاك عن ابن عباس. قال: يريد كنتم في الدنيا تحاربون محمدا صلى الله عليه وسلم وتحاربونني فاليوم حاربوني. وقيل: أي إنكم كنتم في الدنيا تعملون بالمعاصي وقد عجزتم الآن عنها وعن الدفع عن أنفسكم. وقيل: إنه من قول النبي صلى الله عليه وسلم، فيكون كقول هود: " فكيدوني جميعا ثم لا تنظرون " [هود: 55].
قوله تعالى: إن المتقين في ظلال وعيون (41) وفواكه مما يشتهون (24) كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون (43) إنا كذلك نجزى المحسنين (44) ويل يومئذ للمكذبين (45) قوله تعالى: (إن المتقين في ظلال وعيون) أخبر بما يصير إليه المتقون غدا، والمراد بالظلال ظلال الأشجار وظلال القصور مكان الظل في الشعب الثلاث. وفي سورة يس " هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون " (1) [يس: 56]. (وفواكه مما يشتهون) أي يتمنون. وقراءة العامة " ظلال ". وقرأ الأعرج والزهري وطلحة " ظلل " جمع ظلة يعني