وقال عنترة:
* وضربت قرني كبشها فتجدلا (1) * أي سقط مقتولا إلى الجدالة، وهي الأرض، ومثله كثير. والوجوب للجنب بعد النحر علامة نزف الدم وخروج الروح منها، وهو وقت الاكل، أي وقت قرب الاكل، لأنها إنما تبتدأ بالسلخ وقطع شئ من الذبيحة ثم يطبخ. ولا تسلخ حتى تبرد لان ذلك من باب التعذيب، ولهذا قال عمر رضي الله عنه: لا تعجلوا الأنفس أن تزهق.
التاسعة - قوله تعالى: (فكلوا منها) أمر معناه الندب. وكل العلماء يستحب أن يأكل الانسان من هدية، وفيه أجر وامتثال، إذا كان أهل الجاهلية لا يأكلون من هديهم كما تقدم. وقال أبو العباس بن شريح: الاكل والاطعام مستحبان، وله الاقتصار على أيهما شاء. وقال الشافعي: الاكل مستحب والاطعام واجب، فإن أطعم جميعها أجزاه وإن أكل جميعها لم يجزه، وهذا فيما كان تطوعا، فأما واجبات الدماء فلا يجوز أن يأكل منها شيئا حسبما تقدم بيانه.
العاشرة - قوله تعالى: (وأطعموا القانع والمعتر) قال مجاهد وإبراهيم والطبري:
قوله: " وأطعموا " أمر إباحة. و " القانع " السائل. يقال: قنع الرجل يقنع قنوعا إذا سأل، بفتح النون في الماضي وكسرها في المستقبل (2)، يقنع قناعة فهو قنع، إذا تعفف واستغنى ببلغته ولم يسأل، مثل حمد يحمد - قناعة وقنعا وقنعانا، قاله الخليل. ومن الأول قول الشماخ:
لمال المرء يصلحه فيغنى * مفاقره أعف من القنوع وقال ابن السكيت: من العرب من ذكر القنوع بمعنى القناعة، وهي الرضا والتعفف وترك المسألة. وروى عن أبي رجاء أنه قرأ " وأطعموا القنع " ومعنى هذا مخالف للأول.