* (وإذا علم من آياتنا شيئا اتخذها هزوا) * بنسبتها إلى من لا وجود له أصلا * (أولئك لهم عذاب مهين) * في ذل الإمكان * (إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) * أي: في تسخير ما في السماوات وما في الأرض لكم دلائل لمن يتفكر في نفسه من هو؟ ولماذا سخر له هذه الأشياء؟ حتى الملكوت والجبروت منه من جهته فيرجع إلى ذاته ويعرف حقيقته وسر وجوده وخاصيته التي بها شرف وفضل عليها وأهل لتسخيرها له فيأنف عن التأخر عن رتبة أشرفها فضلا عن أخسها ويترقى إلى غايته التي يندب إليها.
* (ثم جعلناك على شريعة) * طريقة من أمر الحق هي طريقة التوحيد * (فاتبعها) * بسلوكها على بينة وبصيرة * (ولا تتبع) * جهالات أهل التقليد * (الذين لا يعلمون) * علم التوحيد * (إنهم لن يغنوا عنك من الله شيئا) * أي: لن يدفعوا عنك ضرا بأفعالهم لعدم تأثيرهم ولا جهالة وحجابا بأوصافهم لعدم قواهم وقدرهم وعلومهم، إذ لا حول ولا قوة إلا بالله ولا وحشة بحضورهم إذ لا مناسبة بينك وبينهم فتستأنس بهم بل لا أنس لك إلا بالحق وهم لا شيء محض في شهودك فلا موالاة بينك وبينهم بوجه وإنما موالاة الظالمين ليست إلا مع الظالمين لما بينهم من الجنسية والمناسبة في الاحتجاب * (والله ولي المتقين) * أي: متولي أمور من اتقى أفعاله بالتوكل عليه في شهود توحيد الأفعال أو ناصر من اتقى صفاته في مقام الرضا بمشاهدة تجليات الصفات أو حبيب من اتقى ذاته في شهود توحيد الذات إذ الولي يستعمل بالمعاني الثلاثة لغة.
* (هذا) * أي: هذا البيان * (بصائر) * أي: بينات لقلوب الذين طالعوا بهجة الصفات، يطالعون بكل بصيرة تجلي طلعة صفته * (وهدى) * لأرواحهم إلى محل شهود الذات * (ورحمة) * لنفوسهم من عذاب حجاب الأفعال * (لقوم يوقنون) * هذه البيانات.
تفسير سورة الجاثية من [آية 23 - 27] * (أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) * الإله المعبود ولما أطاعوا الهوى فقد عبدوه وجعلوه إلها، إذ كل ما يعبده الإنسان بمحبته وطاعته فهو إلهه ولو كان حجرا * (وأضله الله) * عالما بحاله من زوال استعداده وانقلاب وجهه إلى الجهة السفلية أو مع كون ذلك العابد للهوى عالما بعلم ما يجب عليه فعله في الدين على تقدير أن يكون على علم حالا من الضمير المفعول في * (أضله الله) * لا من الفاعل وحينئذ يكون الإضلال