تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٥
يقصدون إلا إياه، فكيف بما لم يشموا عرفه ولم يعرفوا حاله.
* (ومن يعش عن ذكر الرحمن نقيض له شيطانا) * قرئ: يعش بضم الشين وفتحها، والفرق أن عشا يستعمل إذا نظر العشي لعارض أو متعمدا من غير آفة في بصره، وعشي إذا أيف بصره. فعلى الأول معناه: ومن كان له استعداد صاف وفطرة سليمة لإدراك ذكر الرحمن أي: القرآن النازل من عنده وفهم معناه وعلم كونه حقا فتعامى عنه لغرض دنيوي وبغى وحسد أو لم يفهمه ولم يعلم حقيقته لاحتجابه بالغواشي الطبيعية واشتغاله باللذات الحسية عنه، أو لاغتراره بدينه وما هو عليه من اعتقاده ومذهبه الباطل نقيض له شيطانا جنيا فيغويه بالتسويل والتزيين لما انهمك فيه من اللذات وحرص عليه من الزخارف أو بالشبه والأباطيل المغوية لما اعتكف عليه بهواه من دينه، أو إنسيا يغويه ويشاركه في أمره ويجانسه في طريقه ويبعده عن الحق. وعلى الثاني معناه: ومن أيف استعداده في الأصل وشقي في الأزل بعمى القلب عن إدراك حقائق الذكر وقصر عن فهم معناه نقيض له شيطانا من نفسه أو من جنسه يقارنه في ضلالته وغوايته.
تفسير سورة الزخرف من [آية 37 - 60]
(٢٢٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 220 221 222 223 224 225 226 227 228 229 230 ... » »»