تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ٢ - الصفحة ٢٢٠
إلى الآية 50] * (فإن يشأ الله يختم على قلبك) * أي: لا يفتري على الله إلا من هو مختوم القلب مثلهم * (ويمح الله الباطل) * كلام مبتدأ، أي: ومن عادة الله أن يمحو الباطل * (ويحق الحق بكلماته) * وقضائه إن كان افتراء يمحه ويثبت نقيضه وإن كان الافتراء ما يقولون فكذلك * (وما عند الله خير وأبقى) * لكونه أشرف وأدوم * (للذين آمنوا) * الإيمان اليقيني ولا يتوكلون إلا على ربهم بفناء الأفعال أي الذين علمهم اليقين وعملهم التوكل بالانسلاخ عن أفعالهم.
* (والذين يجتنبون كبائر الإثم) * التي هي وجوداتهم وهو أخس صفات نفوسهم التي تظهر بأفعالها في مقام المحو * (وإذا ما غضبوا) * في تلويناتهم * (هم يغفرون) * أي:
الأخصاء بالمغفرة دون غيرهم * (والذين استجابوا لربهم) * بلسان الفطرة الصافية إذا دعاهم إلى التوحيد بتجلي نور الوحدة * (وأقاموا) * صلاة المشاهدة ولم يحتجبوا بآرائهم وعقولهم بل * (أمرهم شورى بينهم) * لعلمهم أن لله مع كل أحد شأنا وإليه نظرا وفيه سرا ليس لغيره ذلك الشأن والنظر والسر * (ومما رزقناهم ينفقون) * بالتكميل * (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) * بالعدالة احترازا عن الذلة والانظلام لكونهم في مقام
(٢٢٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 215 216 217 218 219 220 221 222 223 224 225 ... » »»