* (الذين من قبلهم) * وغاية كمالهم، فيبلغوا منتهى إقدامهم ويحصلوا كمالاتهم بحسب استعداداتهم، فإن لكل أحد خاصية واستعداده الخاص يقتضي سعادة خاصة هي عاقبته، ومن الاطلاع على خواص النفوس وغايات إقدامهم في السير يحصل للنفس هيئة اجتماعية من تلك الكمالات هي كمال الأمة المحمدية على حسب اختلاف استعداداتهم وهي الدار الآخرة التي هي خير للذين اتقوا صفات نفوسهم التي هي حجب الاستعدادات * (أفلا تعقلون) * أن هذا المقام خير مما أنتم عليه من الدار الفانية وتمتعاتها، فإنها * (لهي الحيوان لو كانوا يعلمون) * [العنكبوت، الآية: 64].
* (حتى إذا استيأس الرسل) * أي: ساروا واتقوا وتراخى فتحهم ونصرهم في الكشوف على كفرة قوى النفس حتى إذا استيأس الرسل الذين هم أشراف القوم من بلوغ الكمال * (وظنوا أنهم قد) * كذبتهم ظنونهم في استعدادهم للكمال أو رجائهم * (جاءهم نصرنا) * بالتأييد والتوفيق من إمداد أنوار الملكوت والجبروت * (فنجي من نشاء) * من أهل العناية من الرسل وأتباعهم * (ولا يرد) * قهرنا بالحجب والتعذيب * (عن القوم المجرمين) * بإظهار صفات نفوسهم على قلوبهم فيكسبونها الهيئات الغاسقة الحاجبة المؤذية.
* (لقد كان في قصصهم عبرة) * أي: ما يعبر بها عن ظاهرها إلى باطنها، كما عبرنا في قصة يوسف عليه السلام لأولي العقول المجردة عن قشور الوهميات الخالصة عن غشاوات الحسيات * (ما كان) * هذا القرآن * (حديثا يفترى) * من عند النفس * (ولكن تصديق الذي) * كان ثابتا قبله في اللوح * (وتفصيل كل شيء) * أجمل في عالم القضاء وهداية إلى التوحيد * (ورحمة) * بالتجليات الصفاتية من وراء أستار آياته * (لقوم يؤمنون) * بالغيب لصفاء الاستعداد.