والملك الذي قال: * (إني أري) * قيل: هو ريان بن الوليد الذي ملك قطفير على مصر وولاه عليها لا العزيز المسمى قطفير، وإن كان العزيز بلسان العرب هو الملك فعلى هذا يكون الملك إشارة إلى العقل الفعال ملك ملوك الأرواح المسمى روح القدس، فإن الله تعالى لا يحيي أهل الولاية عند الفناء التام الذي هو بداية النبوة إلا بواسطة نفخه ووحيه وبالاتصال به تظهر التفاصيل في عين الجمع ولهذا قالوا لما دخل عليه كلمة بالعبرانية فأجابه بها وكان عارفا بسبعين لسانا فكلمه بها، فتكلم معه بكلها والملأ الذين قالوا: * (أضغاث أحلام) * هي القوى الشريفة من العقل والفكر المحجوب بالوهم والوهم نفسه المحجوبة عن سر الرياضة والتبديل، كما ترى المحجوبين بها الواقفين معها يعدون أحوال أهل الرياضات من الخرافات ورسول المحبة الذي ادكر بعد أمة إنما يذكر بواسطة ظهور ملك روح القدس وإيحائه وإراءته تفاصيل وجوده بالرجوع إلى الكثرة بعد الوحدة وإلا لكان فيه حالة الفناء ذاهبا في عين الجمع لا يرى فيها وجود القلب ولا غيره، فكيف يذكره إنما يدكره بظهوره بنور الحق بعد عدمه.
[تفسير سورة يوسف من آية 49 إلى آية 57] والعام الذي * (فيه يغاث الناس وفيه يعصرون) * هو وقت تمتيعه للنفس عند الاطمئنان التام والأمن الكلي. وقول نسوة القوى * (حاش لله ما علمنا عليه من سوء) *.
وقول امرأة العزيز: * (الآن حصحص الحق) * إشارة إلى تنور النفس والقوى بنور