مقاساتهم الشدائد من أمتهم مع ثباتهم في مقام الاستقامة وعدم مزلتهم عنه وعلى معاتباتهم عند تلويناتهم وظهور شيء من بقياتهم كما في قصة نوح عليه السلام من سؤال إنجاء الولد، وعلى قوة ثباتهم وشجاعتهم في يقينهم وتوكلهم كما في قصة هود عليه السلام من قوله: * (إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون) * [هود، الآية: 54] إلى قوله: * (على صراط مستقيم) * [هود، الآية: 56]، وعلى كمال كرمهم وفضيلتهم في العتو كما في قصة لوط عليه السلام من تفدية البنات لحفظ الأضياف من السوء، ثبت قلبك في ذلك كله واستحكمت استقامتك وقوي تمكينك بذهاب آثار التلوين عنك وقوي توكلك ورضاك ويقينك وشجاعتك، وكمل خلقك وكرمك * (وجاءك في هذه) * السورة * (الحق) * أي: ما يتحقق به اعتقاد المؤمنين * (وموعظة) * لهم يحترزون بها عما أهلك به الأمم، وتذكير لما يجب أن يتدينوا به ويجعلوه طريقهم وسيرتهم والله أعلم.
(٣٣٦)