أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إن وجوجههم لنور وإنهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس ولا يحزنون إذا حزن الناس ' ثم قرأ الآية. قوله: وإنهم لعلى منابر من نور، يريد به اتصالهم بالمبادئ العالية الروحانية كالعقل الأول وما يليه.
* (الذين آمنوا وكانوا يتقون) * إن جعل صفة لأولياء الله فمعناه الذين آمنوا بالإيمان الحقي وكانوا يتقون بقاياهم وظهور تلويناتهم.
* (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * بوجود الاستقامة في الأعمال والأخلاق المبشرة بجنة النفوس * (وفي الآخرة) * بظهور أنوار الصفات والحقائق الروحانية والمعارف الحقانية عليهم المبشرة بجنة القلوب وحصول الذوق بهما واللذة * (لا تبديل لكلمات الله) * لحقائقه الواردة عليهم وأسمائه المنكشفة لهم وأحكام تجلياته النازلة بهم، وإن جعل كلاما برأسه مبتدأ فمعناه الذين آمنوا الإيمان اليقيني وكانوا يتقون حجب صفات النفس وموانع الكشف من التشكيكات الوهمية والوساوس الشيطانية * (لهم البشرى في الحياة الدنيا) * بوجدان لذة برد اليقين في النفس واطمئنانها بنزول السكينة وفي الآخرة بوجدان ذوق تجليات الصفات وأثر أنوار المكاشفات لا تبديل لكلمات الله من علومهم اللدنية وحكمهم اليقينية أو فطرتهم التي فطرهم الله عليها فإن كل نفس كلمة.
[تفسير سورة يونس من آية 65 إلى آية 109