الموجبة لليقين وتصفيتها لقبول المعارف والتنور بنور التوحيد، والتهيئ لتجليات الصفات * (وهدى) * لأرواحكم إلى الشهود الذاتي * (ورحمة) * بإفاضة الكمالات اللائقة بكل مقام من المقامات الثلاث بعد حصول الاستعداد في مقام النفس بالموعظة ومقام القلب بالتصفية ومقام الروح بالهداية * (للمؤمنين) * بالتصديق أولا ثم باليقين ثانيا ثم بالعيان ثالثا.
* (قل بفضل الله) * أي: بتوفيقه للقبول في المقامات الثلاثة * (وبرحمته) * بالمواهب الخلقية والعلمية والكشفية في المراتب الثلاث فليعتنوا وإن كانوا يفرحون * (فبذلك فليفرحوا) * لا بالأمور الفانية القليلة المقدار، الدنيئة القدر والوقع * (هو خير مما يجمعون) * من الخسائس الفاسدة والمحقرات الزائلة من جملة الحطام إن كانوا أصحاب دراية وفطنة وأرباب قدر وهمة.
* (قل أرأيتم ما أنزل الله) * إلى آخره، أي: أخبروني ما أنزل الله من رزق معنوي كالحقائق والمعارف والأحوال والمواهب وكالآداب والشرائع والمواعظ والنصائح * (فجعلتم) * بعضه * (حراما) * كالقسم الأول * (و) * بعضه * (حلالا) * كالقسم الثاني * (قل لله أذن لكم) * في الحكم بالتحريم والتحليل * (أم على الله تفترون وما ظن الذين يفترون على الله الكذب يوم القيامة) * الوسطى بتجرد القلب عن ملابس النفس وحصول اليقين أو يوم القيامة الكبرى بالتوحيد الذاتي وظهور العيان، أي: لا يبقى ظنهم وليس شيئا حينئذ أو يوم القيامة الصغرى بالموت وحصول الحرمان أي: يكون ظنهم وبالا وعذابا حينئذ * (إن الله لذو فضل على الناس) * بصنفي العلمين وإفاضتهما وتوفيق القبول لهما وتهيئة الاستعداد لقبولهما * (ولكن أكثرهم لا يشكرون) * نعمته فيستعملون ما وهب لهم من الاستعداد والعلوم في تحصيل المنافع الجزئية والمطالب الحسية ويكفرون نعمته فيمنعون عن الزيادة.
* (ألا إن أولياء الله) * المستغرقين في عين الهوية الأحدية بفناء الأنية * (لا خوف عليهم) * إذ لم يبق منهم بقية خافوا بسببها من حرمان ولا غاية وراء ما بلغوا فيخافوا من حجبه * (ولا هم يحزنون) * لامتناع فوات شيء من الكمالات واللذات منهم، فيحزنوا عليه. وعن سعيد بن جبير رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل من هم؟
فقال: ' هم الذين يذكروا الله برؤيتهم '. وهذا رمز لطيف منه صلى الله عليه وسلم. وعن عمر رضي الله عنه: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ' إن من عباد الله عبادا ما هم بأنبياء ولا شهداء يغبطهم الأنبياء والشهداء يوم القيامة لمكانهم من الله '، قالوا: يا رسول الله، أخبرنا من هم وما أعمالهم؟ فلعلنا نحبهم. قال: ' هم قوم تحابوا في الله على غير