تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣١٠
* (ولكل أمة رسول) * يجانسهم في الأحوال النفسانية ليمكن بينهم الألفة الموجبة للاستفادة منه ويمكنه النزول إلى مبالغ عقولهم ومراتب فهومهم فيزكيهم بما يصلح أحوالهم ويكشف حجبهم ويعلمهم بما يوجب ترقيهم عن مقاماتهم ويهديهم إلى الله، * (فإذا جاء رسولهم قضي بينهم) * بهداية من اهتدى منهم وضلالة من ضل وسعادة من سعد وشقاوة من شقي لظهور ذلك بوجوده وطاعة بعضهم إياه لقربه منه وإنكار بعضهم له لبعده عنه * (بالقسط) * أي: بالعدل الذي هو الغالب على حال النبي لكونه ظاهر توحيده وسيرته وطريقته * (وهم لا يظلمون) * بنسبة خلاف ما هو حالهم إليهم ومجازاتهم به أو قضى بينهم بإنجاء من اهتدى به وإثابته وإهلاك من ضل وتعذيبه لظهور أسباب ذلك بوجوده.
* (ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين) * إنكار لاحتجابهم عن القيامة وعدم وقوفهم على معناها إذ لو علموا كيفيته بارتفاع حجبهم بالتجرد عن ملابس النفس صدقوهم في ذلك وما أنكروا. * (قل لا أملك لنفسي) * إلى آخره، درجهم إلى شهود الأفعال بسلب الملك والتأثير عن نفسه ووجوب وقوع ذلك عنه بمشيئة الله ليعرفوا آثار القيامة، ثم لوح إلى أن القيامة الصغرى هي بانقضاء آجالهم المقدرة عند الله بقوله:
* (لكل أمة أجل) * إلى آخره.
[تفسير سورة يونس من آية 57 إلى آية 64] * (يا أيها الناس قد جاءتكم موعظة) * أي: تزكية لنفوسكم بالوعد والوعيد والإنذار والبشارة والزجر عن الذنوب المورطة في العقاب والتحريض على الأعمال الموجبة للثواب لتعملوا على الخوف والرجاء * (وشفاء لما في الصدور) * أي: القلوب من أمراضها كالشك والنفاق والغل والغش وأمثال ذلك بتعليم الحقائق والحكم
(٣١٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 315 ... » »»