تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٣٠١
بالعبادة واعرفوه بهذه الصفات ولا تعبدوا الشيطان ولا تحتجبوا عنه ببعض صفاته، فتنسبوا قوله وفعله إلى الشيطان * (أفلا تذكرون) * ما في أنفسكم من آياته فتتفكروا فيها وتنزجروا عن الشرك به.
[تفسير سورة يونس آية 4] * (إليه مرجعكم جميعا) * بالعود إلى عين الجمع المطلق في القيامة الصغرى كما هو الآن أو إلى عين جمع الذات بالفناء فيه عند القيامة الكبرى.
* (وعد الله حقا إنه يبدأ الخلق) * في النشأة الأولى * (ثم يعيده) * في النشأة الثانية * (ليجزي) * المؤمن والكافر على حسب إيمانهم وعملهم الصالح وكفرهم وعملهم الفاسد وهذا على التأويل الأول، وعلى الثاني: يبدأ الخلق باختفائه وإظهارهم ثم يعيدهم بإفنائهم وظهوره ليجزي الذين آمنوا به وعملوا الصالحات ما يصلحهم للقائه من الأعمال الرافعة لحجبهم المقربة إياهم * (بالقسط) * بحسب ما بلغوا من المقامات بأعمالهم من مواهبه الحالية والذوقية التي يقتضيها مقامهم وشوقهم، أو ليجزي الذين آمنوا الإيمان الحقيقي وعملوا بالله الأعمال التي تصلح العباد، أي جزاء بالتكميل بقسطهم أي بسبب عدلهم في زمان الاستقامة أو جزاء بحسب رتبتهم ومقامهم في الاستقامة * (والذين) * حجبوا في أي مقام كان * (لهم شراب من حميم) * لجهلهم بما فوقه وشكهم واضطرابهم إذ لو وصلوا إلى اليقين لذاقوا برده * (وعذاب أليم) * من الحرمان والهجران وفقدان روح الوجدان بسبب احتجابهم.
[تفسير سورة يونس من آية 5 إلى آية 10] * (هو الذي جعل) * شمس الروح ضياء الوجود وقمر القلب نوره وقدر مسيره في سلوكه * (منازل) * ومقامات * (لتعلموا عدد) * سني مراتبكم وأطواركم في السير إلى الله وفي الله وحساب درجاتكم ومواقع أقدامكم في كل مقام ومرتبة.
(٣٠١)
مفاتيح البحث: سورة يونس (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»