* (ولو أن أهل الكتاب آمنوا) * آمنوا الإيمان التوحيدي الحقيقي * (واتقوا) * واجتنبوا عن شرك أفعالهم وصفاتهم وذواتهم * (لكفرنا عنهم سيئاتهم) * من بقاياهم * (ولأدخلناهم) * الجنات الثلاث * (ولو أنهم أقاموا التوراة) * بتحقق علوم الظاهر والقيام بحقوق تجليات الأفعال والمحافظة على أحكامها في المعاملات * (والإنجيل) * بتحقق عنوان الباطن، والقيام بحقوق تجليات الصفات، والمحافظة على أحكامها * (و) * احكموا * (ما أنزل إليهم) * من علم المبدأ والمعاد وتوحيد الملك والملكوت من عالم الربوبية الذي هو عالم الأسماء * (لأكلوا من فوقهم) * أي: لرزقوا من العالم العلوي الروحاني العلوم الإلهية والحقائق العقلية اليقينية، والمعارف الحقانية التي بها اهتدوا إلى معرفة الله ومعرفة الملكوت والجبروت * (ومن تحت أرجلهم) * أي: من العالم السفلي الجسماني العلوم الطبيعية والمدركات الحسية التي اهتدوا بها إلى معرفة عالم الملك، فعرفوا الله باسمه الظاهر والباطن، بل بجميع الأسماء والصفات ووصلوا إلى مقام التوحيدين المذكورين * (منهم أمة مقتصدة) * عادلة واصلة إلى توحيد الأسماء والصفات * (وكثير منهم) * لم يصلوا إلى توحيد الأفعال بعد فضلا عن توحيد الصفات، فساء عملهم لأنه من صفات نفوسهم فهو حجابهم الأكثف.
* (وأرسلنا إليهم رسلا) * على حسب مراتبهم فلما كانوا محجوبين من جميع الوجوه أرسلنا موسى لرفع حجاب الأفعال والدعوة إلى توحيد الملك، فما هوته أنفسهم لأن دعوته كانت مخالفة لهواها لضراوتها بأفعالها وبتجمعها بها وبلذاتها وشهواتها فكذبوه وعبدوا عجل النفس واعتدوا في السبت وفعلوا ما فعلوا حتى إذا آمن به من آمن وبرز من حجاب الأفعال حسب أنه الكمال المطلق، فأرسلنا عيسى برفع