تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٠٧
* (لقد كفر) * حجب * (الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة) * واحد من جملة ثلاثة أشياء: الفعل الذي هو ظاهر عالم الملك، والصفة التي هي باطن عالم الملكوت، والذات التي تقوم بها الصفة ويصدر عنها الفعل، إذ ليس هو ذلك الواحد الذي توهموه بل الفعل والصفة في الحقيقة عين الذات، ولا فرق إلا بالاعتبار، وما الله إلا الواحد المطلق، وإلا لكان بحسب كل اسم من أسمائه إله آخر، فتتعدد الآلهة سبحانه وتعالى عما يقول الظالمون علوا كبيرا * (وإن لم ينتهوا عما يقولون) * من كون الصفة والفعل غير الذات * (ليمسن) * المحجوبين * (عذاب) * مؤلم لقصورهم في العرفان مع كونهم مستعدين * (أفلا يتوبون إلى الله) * بالرجوع عن إثبات التعدد في الله إلى عين الجمع المطلق، ويستغفرونه عن ذنب رؤية وجودهم ووجود غيرهم * (والله غفور) * يسترهم بذاته * (رحيم) * يرحمهم بكمال العرفان والتوحيد * (ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا) * إذ لا فعل له فيضر أو ينفع، بل لا وجود فضلا عن الفعل. وقال: ما لا يملك دون من، وإن كان المراد عيسى للتنبيه على أنه شيء يعتبر اعتبارا من حيث تعينه ولا وجود له حقيقة * (قد ضلوا من قبل) * بالاحتجاب عن أنوار الصفات * (وأضلوا كثيرا وضلوا) * الآن * (عن سواء السبيل) * طريق الوحدة الذاتية التي هي الاستقامة إلى الله.
[تفسير سورة المائدة من آية 82 إلى آية 86] * (لتجدن) * إلى آخره، الموالاة والمعاداة إنما يكونان بحسب المناسبة والمخالفة، فكل من والى أحدا دل على رابطة جنسية بينهما، وكل من عاداه دل على مباينة ومضادة بينهما. ولما كان اليهود محجوبين عن الذات والصفات ولم يكن لهم إلا توحيد الأفعال كانت مناسبتهم مع المحجوبين المشركين مطلقا أقوى من مناسبتهم مع
(٢٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 212 ... » »»