تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢١٦
((سورة الأنعام)) ((بسم الله الرحمن الرحيم)) تفسير سورة الأنعام من آية 1 إلى آية 8] * (الحمد لله الذي خلق السماوات والأرض) * ظهور الكمالات، وصفات الجمال والجلال على مظاهر تفاصيل الموجودات بأسرها الذي هو كمال الكل. والحمد المطلق مخصوص بالذات الإلهية الجامعة لجميع صفاتها وأسمائها باعتبار البداية الذي أوجد سماوات عالم الأرواح وأرض عالم الجسم وأنشأ في عالم الجسم ظلمات مراتبه التي هي حجب ظلمانية لذاته وفي عالم الأرواح نور العلم والإدراك * (ثم) * أي: بعد ظهور هذه الآيات * (الذين كفروا) * حجبوا مطلقا * (بربهم يعدلون) * غيره يثبتون موجودا يساويه في الوجود * (هو الذي خلقكم من طين) * المادة الهيولانية * (ثم قضى أجلا) * مطلقا غير معين بوقت وهيئة، لأن أحكام القضاء الثابت الذي هو أم الكتاب كلية منزهة عن الزمان، متعالية عن المشخصات إذ محلها الروح الأولى المقدس عن التعلق بالمحل، فهو الأجل الذي يقتضيه الاستعداد طبعا بحسب هويته المسمى أجلا طبيعيا بالنظر إلى نفس ذلك المزاج الخاص والتركيب المخصوص بلا اعتبار عارض من العوارض الزمانية * (وأجل مسمى) * معين * (عنده) * هو الأجل المقدر الزماني الذي يجب وقوعه عند اجتماع الشرائط وارتفاع الموانع المثبت في كتاب النفس الفلكية التي هي لوح القدر المقارن لوقت معين ملازما له، كما قال تعالى: * (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) * [الأعراف، الآية: 34]. * (ثم أنتم) * بعدما علمتم قدرته على
(٢١٦)
مفاتيح البحث: سورة الأنعام (2)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 211 212 213 214 215 216 217 218 219 220 221 ... » »»