تفسير ابن عربي - ابن العربي - ج ١ - الصفحة ٢٠٠
غراب الحرص * (يبحث في) * أرض النفس * (ليريه كيف يواري سوأة أخيه) * أي:
الوهم، إذ بقطع العقل عن نور الهداية وحجبها عن السير في العالم العلوي لتحصيل الكمال وطلب سعادة المآل تحير في أمره، فانبعث الحرص فهداه في تيه الضلالة وأراه كيف يواري ويدفن عورته أي: جثته المقتولة التي حملها الوهم على ظهره حتى أنتنت فصار عقل المعاش في تراب الأرض وهو صورة العقل المنقطع عن حياة الروح المشوب بالوهم والهوى المحجوب عن عالمه في ظلمات أرض النفس المدفون فيها تأكله ديدان القوى الطبيعية باستعمالها في تحصيل لذاتها ومطالبها * (أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب) * الذي دفن فرخه أي: داعيته أو كماله في أرض النفس بإفناء ما يحصل له وكتمانه فيها * (فأواري سوأة أخي) * بإخفائها في ظلمة النفس فأنتفع بها * (فأصبح من النادمين) * عند الخسران وحصول الحرمان.
تفسير سورة المائدة من آية 32] إلى آية 49]
(٢٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 ... » »»