عنهما * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) * فأنزل الله بعدها * (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) * وقال: * (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات) * فأعلمه ما يفعل به وبالمؤمنين وممن ذهب إلى نحو هذا أنس وعكرمة وقتادة وقد زعم قوم أن هذا من الناسخ والمنسوخ فروى الضحاك عن ابن عباس قال: نسختها * (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) * الآية.
وأخبرنا المبارك بن علي قال: أبنا أحمد بن الحسين قال: أبنا البرمكي قال:
أبنا محمد بن إسماعيل قال: بنا أبو بكر بن أبي داود قال: بنا محمد بن قهزاد قال حدثني علي بن الحسين بن واقد قال: حدثني أبي وأنبأ محمد بن أبي منصور قال: أبنا علي ابن أيوب قال: أبنا أبو علي بن شاذان قال: أبنا أبو بكر النجاد قال: بنا أحمد بن محمد عن علي بن الحسين عن أبيه عن يزيد النحوي عن عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما * (وما أدري ما يفعل بي ولا بكم) * نسختها الآية التي في الفتح فخرج إلى الناس فبشرهم بالذي غفر له وما تقدم من ذنبه وما تأخر قال رجل من المؤمنين هنيئا لك يا نبي الله: قد علمنا الآن ما يفعل بك فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله في سورة الأحزاب * (وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلا كبيرا) * وقال: * (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) *.
قلت: والقول بنسخها لا يصح لأنه إذا خفى عليه علم شئ ثم أعلم به لم يدخل ذلك في ناسخ ولا منسوخ وقال النحاس: محال أن يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم للمشركين ما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الآخرة ولم يزل يخبر أن من مات على الكفر يخلد في النار ومن مات على الإيمان فهو في الجنة فقد درى ما يفعل به وبهم في الآخرة والصحيح في معنى الآية قول الحسن: وما أدري ما يفعل بي ولا بكم في الدنيا.