ذكر الآية السادسة:
قوله تعالى: * (والذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون) *.
اختلفوا في هذه الآية فذهب بعض القائلين بأنها في المشركين إلى أنها منسوخة بآية السيف وهو مذهب جماعة منهم ابن زيد وكأنهم يشيرون إلى أنها أثبتت الانتصار بعد بغي المشركين فلما جاز لنا أن نبدأهم القتال دل على نسخها وللقائلين بأنها في المسلمين قولان:
الأول: أنها منسوخة بقوله * (ولمن صبر وغفر) * فكأنها نبهت على مدح المنتصر ثم أعلمنا أن الصبر والغفران أمدح فبان وجه النسخ.
والثاني: أنها محكمة لأن الصبر والغفران فضيلة والانتصار مباح فعلى هذا تكون محكمة وهو الصحيح.
ذكر الآية السابعة:
قوله تعالى: * (وجزاء سيئة سيئة مثلها) *.
زعم بعض من لا فهم له أن هذا الكلام منسوخ بقوله: * (فمن عفا وأصلح فأجره على الله) * وليس هذا بقول من يفهم الناسخ والمنسوخ لأن المعنى الآية أن من جازى مسيئا فليجازه بمثل إساءته ومن عفا فهو أفضل.
ذكر الآية الثامنة:
قوله تعالى: * (ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل) *.
زعم بعض من لا يفهم أنها نسخت بقوله: * (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم