فصل ثم انى رأيت الذين وقع منهم التفسير صحيحا قد صدر عنهم ما هو أفظع فآلمني وهو الكلام في الناسخ والمنسوخ، فإنهم أقدموا على هذا العلم فتكلموا فيه وصنفوه.
وقالوا بنسخ ما ليس بمنسوخ، ومعلوم أن نسخ الشئ، رفع حكمه واطلاق القول برفع حكم آية لم يرفع جرأة عظيمة.
ومن نظر في كتاب الناسخ والمنسوخ للسدي رأى من التخليط العجائب، ومن قرأ في كتاب هبة الله المفسر (2) رأى العظائم.
وقد تداوله الناس لاختصاره، ولم يفهموا دقائق أسراره فرأيت كشف هذه الغمة عن الأمة ببيان ايضاح الصحيح، وهتك ستر القبيح، متعينا على من أنعم الله عليه بالرسوخ في العلم وأطلعه على أسرار النقل، واستلب زمامه من أيدي التقليد فسلمه إلى يد الدليل فلا يهوله قول معظم، فكيف بكلام جاهل مبرسم.
فصل وقد قدمت أبوابا قبل الشروع في بيان الآيات هي كالقواعد والأصول للكتاب ثم أتيت بالآيات المدعى عليها النسخ على ترتيب القرآن الا أنى أعرضت عن ذكر آيات أدعى عليها النسخ من حكاية لا تحصل الا تضييع الزمان أفحش تضييع كقول السدى:
* (وآتوا اليتامى أموالهم) * (3) نسخها * (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم) * (4) وقوله * (والذين