تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٦٣
الزمر (71 - 68)) قبضة بكف واحدة كما تقول الجزور اكلة لقمان أي لا يفي باكلة فذة من اكلاته وإذا أريد معنى القبضة فظاهر لان المعنى ان الأرضين بجملتها مقدار ما يقبضه بكف واحدة والمطويات من الطي الذي هو ضد النشر كما قال يوم نطوي السماء كطي السجل للكتب وعادة طاوي السجل ان يطويه بيمينه وقيل قبضته ملكه بلا مدافع ولا منازع وبيمينه بقدرته وقيل مطويات بيمينه مفنيات بقسمه لأنه اقسم ان يفنيها * (سبحانه وتعالى عما يشركون) * ما ابعد من هذه قدرته وعظمته وما أعلاه عما يضاف اليه من الشركاء * (ونفخ في الصور فصعق) * مات * (من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله) * اي جبريل وميكائيل وإسرافيل وملك الموت وقيل هم حملة العرش أو رضوان والحور العين ومالك والزبانية * (ثم نفخ فيه أخرى) * هي في محل الرفع لان المعنى ونفخ في الصور نفخة واحدة ثم نفخ فيه نفخة أخرى وانما حذفت لدلالة أخرى عليها ولكونها معلومة بذكرها في غير مكان * (فإذا هم قيام ينظرون) * يقلبون ابصارهم في الجهات نظر المبهوت إذا فاجأه خطب أو ينظرون امر الله فيهم ودلت الآية على أن النفخة اثنتان الأولى للموت والثانية للبعث والجمهور على أنها ثلاث الأولى للفزع كما قال ونفخ في الصور ففزع والثانية للموت والثالثة للإعادة * (وأشرقت الأرض) * أضاءت * (بنور ربها) * أي بعدله بطريق الاستعارة يقال للملك العادل أشرقت الآفاق بعدلك وأضاءت الدنيا بقسطك كما يقال اظلمت البلاد بجور فلان وقال عليه الصلاة والسلام الظلم ظلمات يوم القيامة وإضافة اسمه إلى الأرض لأنه يزينها حيث ينشر فيها عدله وينصب فيها موازين قسطه ويحكم بالحق بين أهلها ولا ترى أزين للبقاع من العدل ولا اعمر لها منه وقال الامام أبو منصور رحمه الله يجوز ان يخلق الله نورا فينور به ارض الموقف واضافته اليه تعالى للتخصيص كبيت الله وناقة الله * (ووضع الكتاب) * أي صحائف الاعمال ولكنه اكتفى باسم الجنس أو اللوح المحفوظ * (وجئ بالنبيين) * ليسألهم ربهم عن تبليغ الرسالة وما أجابهم قومهم * (والشهداء) * الحفظة وقيل هم الأبرار في كل زمان يشهدون على أهل ذلك الزمان * (وقضي بينهم) * بين العباد * (بالحق) * بالعدل * (وهم لا يظلمون) * ختم الآية بنفي الظلم كما افتتحها باثبات العدل * (ووفيت كل نفس ما عملت) * أي جزاءه * (وهو أعلم بما يفعلون) * من غير كتاب ولا شاهد وقيل هذه الآية تفسير قوله وهم لا يظلمون أي ووفيت كل نفس ما عملت من خير وشر لا يزاد في شر ولا ينقص من خير * (وسيق الذين كفروا إلى جهنم) * سوقا عنيفا كما يفعل بالأسارى
(٦٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 ... » »»