هيئاته من خضرة وحمرة وصفرة وبياض أو أصنافه من بر وشعير وسمسم وغير ذلك * (ثم يهيج) * يجف * (فتراه مصفرا) * بعد نضارته وحسنه * (ثم يجعله حطاما) * فتاتا متكسرا فالحطام ما تفتت وتكسر من النبت وغيره * (إن في ذلك) * في انزال الماء وإخراج الزرع * (لذكرى لأولي الألباب) * لتذكيرا وتنبيها على أنه لا بد من صانع حكيم وان ذلك كائن عن تقدير وتدبير لا عن إهمال وتعطيل * (أفمن شرح الله صدره) * أي وسع صدره * (للإسلام) * فاهتدى وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الشرح فقال إذا دخل النور القلب انشرح وانفسح فقيل فهل لذلك من علامة قال نعم الإنابة إلى دار الخلود والتجافى عن دار الغرور والاستعداد للموت قبل نزول الموت * (فهو على نور من ربه) * بيان وبصيرة والمعنى أفمن شرح الله صدره فاهتدى كمن طبع على قلبه فقسا قلبه فحذف لأن قوله * (فويل للقاسية قلوبهم) * يدل عليه * (من ذكر الله) * أي من ترك ذكر الله أو من أجل ذكر الله أي إذا ذكر الله عندهم أو آياته ازدادت قلوبهم قساوة كقوله فزادتهم رجسا إلى رجسهم * (أولئك في ضلال مبين) * غواية ظاهرة * (الله نزل أحسن الحديث) * في ايقاع اسم الله مبتدأ أو بناء نزل عليه تفخيم لأحسن الحديث * (كتابا) * بدل من أحسن الحديث أو حال منه * (متشابها) * يشبه بعضه بعضا في الصدق والبيان والوعظ والحكمة والاعجاز وغير ذلك * (مثاني) * نعت كتابا جمع مثنى بمعنى مردد ومكرر لما ثنى من قصصه وأنبائه وأحكامه وأوامره ونواهيه ووعده ووعيده ومواعظه فهو بيان لكونه متشابها لأن القصص المكررة وغيرهما لا تكون الا متشابهة وقيل لأنه يثنى في التلاوة فلا يمل وإنما جاز وصف الواحد بالجمع لأن الكتاب جملة ذات تفاصيل وتفاصيل الشئ هي جملته ألا تراك تقول القرآن أسباع وأخماس وسور وآيات فكذلك تقول أقاصيص وأحكام ومواعظ مكررات أو منصوب على التمييز من متشابها كما تقول رأيت رجلا حسنا شمائل والمعنى متشابهة مثانية * (تقشعر) * تضطرب وتتحرك * (منه جلود الذين يخشون ربهم) * يقال اقشعر الجلد إذا تقبض تقبضا شديدا والمعنى أنهم إذا سمعوا بالقرآن وبآيات وعيده أصابتهم خشية تقشعر منها جلودهم وفى الحديث إذا اقشعر جلد المؤمن من خشية الله تحاتت عنا ذنوبه كما يتحات عن الشجرة اليابسة ورقها * (ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) * أي إذا ذكرت آيات الرحمة لانت جلودهم وقلوبهم وزال عنها ما كان بها من الخشية والقشعريرة وعدى بالى لتضمنه معنى فعل متعد بالى كأنه قيل اطمأنت إلى ذكر الله لينة غير منقبضة واقتصر على ذكر الله من غير ذكر الرحمة لأن رحمته سبقت غضبه فلا صالة رحمته إذا ذكر الله لم يخطر بالبال إلا كونه رؤوفا رحيما
(٥٢)