تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٣٣٨
والإهانة في كثرة المال وقلته بل الإكرام في توفيق الطاعة والإهانة في الخذلان وقوله تعالى فيقول خبر المبتدأ الذي هو الإنسان ودخول الفاء لما في أما من معنى الشرط والظرف المتوسط بين المبتدأ أو الخبر في تقدير التأخير كأنه قيل فأما الإنسان فقائل ربى أكرمن وقت الابتلاء وكذا فيقول الثاني خبر لمبتدأ تقديره وأما هو إذا ما ابنلاه ربه وسمى كلا الأمرين من بسط الرزق وتقديره ابتلاء لأن كل واحد منهما اختيار للعبد فإذا بسط له فقد اختبر حاله أيشكر أم يكفر وإذا قدر عليه فقد اختبر خاله أيصبر أم يجزع ونحوه قوله تعالى وبنلوكم بالشر والخير فتنة وإنما أنكر قوله ربى أكرمن مع أنه أثبته بقوله فأكرمه لأنه قاله على قصد خلاف ما صححه الله عليه وأثبته وهو قصده أن الله أعطاه ما أعطاه اكراما له لاستحقاقه كقوله إنما أوتيته على علم عندي وإنما أعطاه الله تعالى ابتلاء من غير استحقاق منه * (بل لا تكرمون اليتيم ولا تحاضون على طعام المسكين) * أي بل هناك شر من هذا القول وهو أن الله يكرمهم بالغنى فلا يؤدون ما يلزمهم فيه من اكرام اليتيم بالمبرة وحض أهله على طعام المسكين * (وتأكلون التراث) * أي الميراث * (أكلا لما) * ذا لم وهو الجمع بين الحلال والحرام وكانوا لا يورثون النساء ولا الصبيان ويأكلون تراثهم مع تراثهم * (وتحبون المال) * يقال حبه وأحبه بمعنى * (حبا جما) * كثيرا شديدا مع الحرص ومنع الحقوق ربى حجازي وأبو عمرو يكومون ولا يحضون ويأكلون ويحبون بصرى * (كلا) * ردع لهم عن ذلك وانكار لفعلهم ثم أتى بالوعيد وذكر تحسرهم على ما فر طوافيه حين لا تنفع الحسرة فقال * (إذا دكت الأرض) * إذا زلزلت * (دكا دكا) * دكا بعددك أي كرر عليها الدك حتى عادت هباء منبئا * (وجاء ربك) * تمثيل لظهور آيات اقتداره وتبيين آثار قهره وسلطانه فإنه واحدا من الملوك إذا حضر بنفسه ظهر بحضوره من آثار الهببة ما لا يظهر بحضور عساكره وخواصه وعن ابن عباس امره وقضاؤه * (والملك صفا صفا) * أي ينزل ملائكة كل سماء فيصطفون صفا بعد صف محدقين بالجن والإنس * (وجئ يومئذ بجهنم) * قيل أنها برزت لأهلها كقوله وبرزت الجسيم للغاوين وقيل هو مجرى على حقيقة ففي الحديث يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها * (يومئذ يتذكر الإنسان) * أي يتعظ * (وأنى له الذكرى) * ومن أين له منفعة الذكرى * (يقول يا ليتني قدمت لحياتي) * هذه وهى حياة الآخرة أي يا ليتني قدمت الأعمال الصالحة في الحياة الفانية لحياتي البانية * (فيومئذ لا يعذب عذابه أحد) * أي لا يتولى عذاب الله أحد لأن الأمر لله وحده في ذلك اليوم * (ولا يوثق) * بالسلاسل والاغلال * (وثاقه أحد) * قال صاحب الكشف لا يعذب أحدا حد كعذاب الله ولا يوثق
(٣٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 333 334 335 336 337 338 339 340 341 342 343 ... » »»