تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ٢٢٧
كان المنافقين يتولون اليهود وهم الذين غضب الله عليهم في قوله لعنة الله وغضب عليه وينقلون إليهم أسرار المؤمنين * (ما هم منكم) * يا مسلمون * (ولا منهم) * ولا من اليهود كقوله مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء * (ويحلفون على الكذب) * أي يقولون والله انا لمسلمون لا منافقون * (وهم يعلمون) * أنهم كاذبون منافقون * (أعد الله لهم عذابا شديدا) * نوعا من العذاب متفاقما * (إنهم ساء ما كانوا يعملون) * أي انهم في الزمان الماضي مصرين على سوء العمل أو هي حكاية ما يقال لهم في الآخرة * (اتخذوا أيمانهم) * الكاذبة * (جنة) * وقاية دون أموالهم ودمائهم * (فصدوا) * الناس في خلال أمنهم وسلاستهم * (عن سبيل الله) * عن طاعته والإيمان به * (فلهم عذاب مهين) * وعدهم العذاب المخزي لكفرهم وصدهم كقوله الذين كفروا واوصدوا عن سبيل الله زدناهم عذابا فوق العذاب * (لن تغني عنهم أموالهم ولا أولادهم من الله) * من عذاب الله * (شيئا) * قليلا من الأغنياء * (أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون يوم يبعثهم الله جميعا فيحلفون له) * أي لله في الآخرة انهم كانوا مخلصين في الدنيا غير منافقين * (كما يحلفون لكم) * في الدنيا على ذلك * (ويحسبون أنهم) * في الدنيا * (على شيء) * من النفع أو يحسبون انهم على شئ من النفع بإيمانهم الكاذبة كما انتفعوا ههنا * (إنهم هم الكاذبون) * حيث اسوت حالهم فيه في الدنيا والآخرة * (استحوذ عليهم الشيطان) * استولى عليهم * (فأنساهم ذكر الله) * قال شاه الكرماني علامة استحواذ الشيطان على العبد أن يشغله بعمارة ظاهرة من المأكل والمشارب والملابس ويشغل قلبه عن التفكر في آلاء الله ونعمائه والقيام بشكرها ويشغل لسانه عن ذكر ربه بالكذب والغيبة والبهتان ويشغل لبه عن التفكر والمراقبة بتدبير الدنيا وجمعها * (أولئك حزب الشيطان) * جنده * (ألا إن حزب الشيطان هم الخاسرون إن الذين يحادون الله ورسوله أولئك في الأذلين) * في جمله من هو أذل خلق الله تعالى لا ترى أحدا أذل منهم * (كتب الله) * في اللوح * (لأغلبن أنا ورسلي) *
(٢٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 222 223 224 225 226 227 228 229 230 231 232 ... » »»