تفسير النسفي - النسفي - ج ٤ - الصفحة ١٩٩
* (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) * سورة الرحمن بسم الله الرحمن الرحيم * (الرحمن) * * (علم القرآن) * * (خلق الإنسان) * * (علمه البيان) * الامر في الرفع عدل إلى النصب وتقديره انا خلنا كلى شئ بقدر فيكون الخلق عاما لكل شئ وهو المراد بالآية ولا يجوز في النصب ان يكون خلقناه صفة لشئ لأنه تفسير الناصب والصفة لا تعمل في الموصوف والقدر والقدر التقدير اى بتقدير سابق أو خلقنا كل شئ مقدرا محكما مرتبا على تحسب ما اقتضته الحكمة أو مقدرا مكتوبا في اللوح معلوما قبل كونه قد علما حاله ومانه قال أبو هريرة جاء مشركوا قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخاصمونه في القدر فنزلت الآية وكان عمر يحلف انها نزلت في القدرية * (وما أمرنا إلا واحدة) * الا كلمة واحدة اى وما أمرنا لشئ نريد تكوينه الا ان نقول له كن فيكون * (كلمح البصر) * على قدر ما يلمح أحدكم ببصره وقيل المراد بأمرنا القيامة كقوله وما امر السعة الا كلمح البصر * (ولقد أهلكنا أشياعكم) * أشباهكم في الكفر من الأمم * (فهل من مدكر) * متع * (وكل شيء فعلوه) * اى أولئك الكفار اى وكل شىءمفعول لهم ثابت * (في الزبر) * في دواوين الحفظة ففعلوه في موضع جر نعت لشئ وفي الزبر خبر لكل * (وكل صغير وكبير) * من الاعمال ومن كل ما هو كائن * (مستطر) * مسطور في اللوح * (إن المتقين في جنات ونهر) * وانهار اكتفى باسم الجنس وقيل هو السعة والضياء ومنه النهار * (في مقعد صدق) * في مكان مرضى * (عند مليك) * عندية منزلة وكرامة لا مسافة ومماسة * (مقتدر) * قادر وفائدة التنكير فيهاان يعلم أن لا شئ الا هو تحت ملكه وقدرته وهو على كل شئ قدير سورة الرحمن جل وعلا وهى ست وسبعون آية بسم الله الرحم الرحيم * (الرحمن علم القرآن خلق الإنسان) * اى الجنس أو آدم أو محمدا عليهما السلام * (علمه البيان) * عدد الله عز وجل آلاءه فأراد ان يقدم أول شئ ما هو اسبق قدما من ضروب آلائه وصنوف نعمائه وهى نعمة الدين فقدم من عمة الدين ما هو سنام في أعلى مراتبها وأقصى مراتبها وهو انعامه بالقرآن وتنزيله وتعليمه لأنه أعم وحى الله رتبة وأعلاه منزلة وأحسنه في أبواب الدين اثر وهو سنام الكتب السماوية ومصداقا والعيار عليها واخر ذكر خلق الانسان عن ذكره ثم اتبعه
(١٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 194 195 196 197 198 199 200 201 202 203 204 ... » »»