تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٩٠
الإسراء (54 _ 58)) والتوفيق * (أو إن يشأ يعذبكم) * بالخذلان أي يقولوا لهم هذه الكلمة ونحوها ولا يقولوا لهم انكم من أهل النار وانكم معذبون وما أشبه ذلك مما يغيظهم ويهيجهم على الشر وقوله ان الشيطان ينزغ بينهم اعتراض * (وما أرسلناك عليهم وكيلا) * حافظا لأعمالهم وموكولا إليك أمرهم وانما أرسلناك بشيرا و نذيرا فدارهم ومر أصحابك بالمداراة * (وربك أعلم بمن في السماوات والأرض) * وبأحوالهم وبكل ما يستأهل كل واحد منهم * (ولقد فضلنا بعض النبيين على بعض) * فيه إشارة إلى تفضيل رسول الله صلى اله عليه وسلم وقوله * (وآتينا داود زبورا) * دلالة على وجه تفضيله وأنه خاتم الأنبياء وان أمته خير الأمم لأن ذلك مكتوب في زبور داود قال الله تعالى ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون وهم محمد وأمته ولم يعرف الزبور هنا وعرفه في قوله ولقد كتبنا في الزبور لأنه كالعباس وعباس والفضل وفضل * (قل ادعوا الذين زعمتم) * انها آلهتكم * (من دونه) * من دون الله وهم الملائكة أو عيسى وعزير أو نفر من الجن عبدهم ناس من العرب ثم أسلم الجن ولم يشعروا * (فلا يملكون كشف الضر عنكم ولا تحويلا) * أي ادعوهم فهم لا يستطيعون أن يكشفوا عنكم الضر من مرض أو فقر أو عذاب ولا ان يحولوه من واحد إلى آخر * (أولئك) * مبتدأ * (الذين يدعون) * صفة أي يدعونهم آلهة أو يعبدونهم والخير * (يبتغون إلى ربهم الوسيلة) * يعنى أن آلهتهم أولئك يبتغون الوسيلة وهي القربة إلى الله عز وجل * (أيهم) * بدل من واو يبتغون وأي موصولة أي يبتغى من هو * (أقرب) * منهم الوسيلة إلى الله فكيف بغير الأقرب أو ضمن يبتغون الوسيلة معنى يحرصون فكأنه قيل يحرصون أيهم يكون أقرب إلى الله وذلك بالطاعة وازدياد الخير * (ويرجون رحمته ويخافون عذابه) * كغيرهم من عباد الله فكيف يزعمون أنهم آلهة * (إن عذاب ربك كان محذورا) * حقيقا بأن يحذره كل أحد من ملك مقرب ونبى مرسل فضلا عن غيرهم * (وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا) * قبل الهلاك للصالحة والعذاب للطالحة * (كان ذلك في الكتاب) * في اللوح المحفوظ * (مسطورا) * مكتوبا وعن مقاتل وجدت
(٢٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 285 286 287 288 289 290 291 292 293 294 295 ... » »»