تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٦٨
النحل (89 _ 92)) ويتبع غير سبيل المؤمنين وقد رضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته باتباع أصحابه بقوله أصحابي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم وقد اجتهدوا وقاسوا ووطئوا طرق الاجتهاد والقياس مع أنه أمرنا به بقوله فاعتبروا يا أولى الأبصار فكانت السنة والإجماع وقول الصحابي والقياس مستندة إلى تبيان الكتاب فنتبين أنه كان تبيانا لكل شيء * (وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين) * ودلالة إلى الحق ورحمة لهم وبشارة لهم بالجنة * (إن الله يأمر بالعدل) * بالتسوية في الحقوق فيما بينكم وترك الظلم وايصال كل ذي حق إلى حقه * (والإحسان) * إلى من أساء إليكم أو هما الفرض والندب لأن الفرض لا بد من أن يقع فيه تفريط فيجبره الندب * (وإيتاء ذي القربى) * وإعطاء ذي القرابة وهو صلة الرحم * (وينهى عن الفحشاء) * عن الذنوب المفرطة في القبح * (والمنكر) * ما تنكره العقول * (والبغي) * طلب التطاول بالظلم والكبر * (يعظكم) * حال أو مستأنف * (لعلكم تذكرون) * تتعظون بمواعظ الله وهذه الآية سبب إسلام عثمان بن مظعون فإنه قال ما كنت أسلمت إلاحياء منه عليه السلام لكثرة ما كان يعرض على الإسلام ولم يستقر الإيمان في قلبي حتى نزلت هذه الآية وأنا عنده فاستقر الإيمان في قلبي فقرأتها على الوليد بن المغيرة فقال والله ان له لحلاوة وان عليه لطلاوة وان أعلاه لمثمر وان أسفله لمغدق وما هو بقول البشر وقال أبو جهل ان إلهه ليأمر بمكارم الاخلاق وهي أجمع آية القرآن للخير والشر ولهذه يقرؤها كل خطيب على المنبر في آخر كل خطبة لتكون عظة جامعة لكل مأمور ومنهى * (وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم) * هي البيعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم على الإسلام ان الذين يبايعونك إنما يبايعون الله * (ولا تنقضوا الأيمان) * إيمان البيعة * (بعد توكيدها) * بعد توثيقها باسم الله وأكد ووكد لغتان فصيحتان والأصل الواو والهمزة بدل منها * (وقد جعلتم الله عليكم كفيلا) * شاهدا ورقيبا لأن الكفيل مراع لحال المكفول به مهيمن عليه * (إن الله يعلم ما تفعلون) * من البر والحنث فيجازيكم به * (ولا تكونوا) * في نقض الايمان * (كالتي نقضت غزلها من بعد قوة) * كالمرأة التي أنحت على غزلها بعد ان أحكمته وابرمته فجعلته * (أنكاثا) * جمع نكث وهو ما ينكث فتله قيل هي ريطة وكانت حمقاء تغزل هي وجواربها من الغداة إلى الظهر
(٢٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 263 264 265 266 267 268 269 270 271 272 273 ... » »»