تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ٢٧٠
النحل (96 _ 101)) اعراض الدنيا * (ينفد وما عند الله) * من خزائن رحمته * (باق) * لا ينفد (وليجزين) وبالنون مكي وعاصم * (الذين صبروا) * على أذى المشركين ومشاق الاسلام * (أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون من عمل صالحا من ذكر أو أنثى) * من مبهم يتناول النوعين إلا أن ظاهره للذكور فبين بقوله من ذكر أو أنثى ليعم الموعد النوعين * (وهو مؤمن) * شرط الإيمان لأن اعمال الكفار غير معتد بها وهو يدل على أن العمل ليس من الايمان * (فلنحيينه حياة طيبة) * أي في الدنيا * (ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون) * وعده الله ثواب الدنيا والآخرة كقوله فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة وذلك أن المؤمن مع العمل الصالح موسرا كان أو معسرا يعيش عيشا طيبا ان كان موسرا فظاهر وان كان معسرا فمعه ما يطيب عيشه وهو القناعة والرضا بقسمة الله تعالى وأما الفاجر فأمره بالعكس ان كان معسرا فظاهر وان كان موسرا فالحرص لا يدعه أن يتهنأ بعيشه وقيل الحياة الطيبة القناعة أو حلاوة الطاعة أو المعرفة بالله وصدق المقام مع الله وصدق الوقوف على أمر الله والاعراض عما سوى الله * (فإذا قرأت القرآن) * فإذا أردت قراءة القرآن * (فاستعذ بالله) * فعبر عن إرادة الفعل بلفظ الفعل لأنها سبب له والفاء للتعقيب إذ القراءة المصدرة بالاستعاذة من العمل الصالح المذكور * (من الشيطان) * يعنى إبليس * (الرجيم) * المطرود أو الملعون قال ابن مسعود رضي الله عنه قرأت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم فقال لي قل أعوذ بالله من الشيطان الرجيم هكذا اقرأنيه جبريل عليه السلام * (إنه ليس له) * لإبليس * (سلطان) * تسلط وولاية * (على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون) * فالمؤمن المتوكل لا يقبل منه وساوسه * (إنما سلطانه على الذين يتولونه) * يتخذونه وليا ويتبعون وساوسه * (والذين هم به مشركون) * الضمير يعود إلى ربهم أو إلى الشيطان أي بسببه * (وإذا بدلنا آية مكان آية) * تبديل الآية مكان الآية هو النسخ والله تعالى ينسخ الشرائع بالشرائع لحكمة رآها وهو معنى قوله * (والله أعلم بما ينزل) * وبالتخفيف
(٢٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 265 266 267 268 269 270 271 272 273 274 275 ... » »»