تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٦١
رقيب عليه مهيمن فما تخفى عليه أعمالكم ولا يغفل عن مؤاخذتكم أو من كان رقيبا على الأشياء كلها حافظا لها وكانت الأشياء مفتقرة إلى حفظه عن المضار لم يضر مثله مثلكم * (ولما جاء أمرنا نجينا هودا والذين آمنوا معه) * وكانوا أربعة آلاف * (برحمة منا) * أي بفضل منا لابعملهم أو بالإيمان الذي أنعمنا عليهم * (ونجيناهم من عذاب غليظ) * وتكرار نجينا للتأكيد أو الثانية من عذاب الآخرة ول 4 ا عذاب أغلظ منه * (وتلك عاد) * إشارة إلى قبورهم وآثارهم كأنه قال سبحوا في الأرض فانظروا إليها واعتبروا ثم استأنف وصف أحوالهم فقال * (جحدوا بآيات ربهم وعصوا رسله) * لأنهم إذا عصوا رسولهم فقد عصوا جميع رسل الله لا نفرق بين أحد من رسله * (واتبعوا أمر كل جبار عنيد) * يريد رؤساءهم ودعاتهم إلى تكذيب الرسل لأنهم الذين يجبرون الناس على الأمور ويعاندون ربهم ومعنى اتباع امرهم طاعتهم * (وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة) * لما كانوا تابعين لهم دون الرسل جعلت اللعنة تابعة لهم في الدارين * (ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعدا لعاد) * تكرار إلا مع النداء على كفرهم والدعاء عليهم تهويل لأمرهم وبعث على الاعتبار بهم والحذر من مثل حالهم والدعاء ببعدا بعد هلاكهم وهو دعاء بالهلاك للدلالة على أنهم كانوا مستأهلين له * (قوم هود) * عطف بيان لعاد وفيه فائدة لأن عادا عادان الأولى القديمة التي هي قوم هود والقصة فيهم و الأخرى إرم * (وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره هو أنشأكم من الأرض) * لم ينشئكم منها إلا هو وانشاوهم منها خلق آدم من التراب ثم خلقهم من آدم * (واستعمركم فيها) * وجعلكم عمارها وأراد منكم عمارتها أو استعمركم من العمر أي أطال اعماركم فيها وكانت أعمارهم من ثلاثمائة إلى ألف وكان ملوك فارس قد أكثروا من حفر الأنهار وغرس الأشجار وعمروا الأعمار الطوال مع ما فيهم من الظلم فسأل نبي من أنبياء زمانهم ربه عن سبب تعميرهم فأوحى الله إليه أنهم عمروا بلادي فعاش فيها عبادي * (فاستغفروه) * فاسألوه مغفرته بالإيمان * (ثم توبوا إليه إن ربي قريب) * دانى الرحمة * (مجيب) * لمن دعاه * (قالوا يا صالح قد كنت فينا) * فيما بيننا * (مرجوا قبل هذا) * للسيادة والمشاورة في الأمور أو كنا نرجو أن تدخل في ديننا وتوافقنا
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»