تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٥٩
هود (49 _ 52)) نوح عليه السلام ومحلها الرفع على الابتداء والجمل بعدها وهى * (من أنباء الغيب نوحيها إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك) * اخبار أي تلك القصة بعض أنباء الغيب موحاة إليك مجهولة عندك وعند قومك * (من قبل هذا) * الوقت أو من قبل ايحائى إليك واخبارك بها * (فاصبر) * على تبليغ الرسالة واذى قومك كما صبر نوح وتوقع في العاقبة لك ولمن كذبك نحو ما كان لنوح ولقومه * (إن العاقبة) * في الفوز والنصر والغلبة * (للمتقين) * عن الشرك * (وإلى عاد أخاهم) * واحدا منهم وانتصابه للعطف على أرسلنا نوحا أي وأرسلنا إلى عاد أخاهم * (هودا) * عطف بيان * (قال يا قوم اعبدوا الله) * وحدوه * (ما لكم من إله غيره) * بالرفع نافع صفة على محل الجار والمجرور بالجر على على اللفظ * (إن أنتم إلا مفترون) * تفترون على الله الكذب باتخاذكم الأوثان له شركاء * (يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني) * ما من رسول الا واجه قومه بهذا القول لأن شانهم النصيحة والنصيحة لا يمحضها إلا حسم المطامع وما دام يتوهم شيء منها لم تنجح ولم تنفع * (أفلا تعقلون) * إذ تردون نصيحة من لا يطلب عليها أجرا إلا من الله وهو ثواب الآخرة ولا شيء أنفى للتهمة من ذلك * (ويا قوم استغفروا ربكم) * آمنوا به * (ثم توبوا إليه) * من عبادة غيره * (يرسل السماء) * أي المطر * (عليكم مدرارا) * حال أي كثيرة الدرور * (ويزدكم قوة إلى قوتكم) * إنما قصد استمالتهم إلى الايمان بكثرة المطر وزيادة القوة لأنهم كانوا أصحاب زروع وبساتين فكانوا أحوج شيء إلى الماء وكانوا مدلين بما أوتوا من شدة البطش والقوة وقيل أراد القوة بالمال أو على النكاح وقيل حبس عنهم القطر ثلاث سنين وعقمت أرحام نسائهم فوعدهم هود عليه السلام المطر والأولاد على الإيمان والاستغفار وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه وفد على معاوية فلما خرج قال له بعض حجابه إني رجل ذو مال ولا يولد لي علمني شيئا لعل الله يرزقني ولدا فقال الحسن عليك بالاستغفار فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة فولد له عشر بنين فبلغ ذلك معاوية فقال هلا سألته مم قال ذلك فوفد وفدة أخرى فسأله
(١٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 154 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 ... » »»