تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٦٠
هود (52 _ 57)) الرجل فقال ألم تسمع قول هود و يزدكم قوة إلى قوتكم وقول نوح عليه السلام ويمددكم بأموال وبنين * (ولا تتولوا) * ولا تعرضوا عنى وعما أدعوكم إليه * (مجرمين) * مصرين على إجرامكم وآثامكم * (قالوا يا هود ما جئتنا ببينة) * كذب منهم وجحود كما قالت قريش لرسول الله صلى الله عليه وسلم لولا أنزل عليه آية من ربه مع فوت آياته الحصر * (وما نحن بتاركي آلهتنا عن قولك) * هو حال من الضمير في تاركي آلهتنا كأنه قيل وما نترك آلهتنا صادرين عن قولك * (وما نحن لك بمؤمنين) * وما يصح من أمثالنا أن يصدقوا مثلك فيما يدعوهم إليه اقناطا له من الإجابة * (إن نقول إلا اعتراك بعض آلهتنا بسوء) * إن حرف نفى فنفى جميع القول إلا قولا واحدا وهو قولهم اعتراك أصابك بعض آلهتنا بسوء بجنون وخبل وتقديره ما نقول قولا إلا هذه المقالة أي قولنا اعتراك بعض آلهتنا بسوء * (قال إني أشهد الله واشهدوا أني بريء مما تشركون من دونه) * أي من إشراككم ألهة من دونه والمعنى إني أشهد الله أنى برئ مما تشركون واشهدوا أنتم أيضا إني برئ من ذلك وجئ به على لفظ الأمر بالشهادة كما يقول الرجل لمن يبس الثرى بينه وبينه اشهد على إني لا أحبك تهكما به واستهانة بحاله * (فكيدوني جميعا) * أنتم وآلهتكم * (ثم لا تنظرون) * لا تمهلون فانى لا أبالي بكم وبكيدكم ولا أخاف معرتكم و إن تعاونتم على وكيف تضرنى آلهتكم وما هي إلا جماد لا يضرو لا ينفع وكيف تنتقم منى إذا نلت منها وصددت عن عبادتها بأن تخبلنى وتذهب بعقلي * (إني توكلت على الله ربي وربكم ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها) * أي مالكها لما ذكر توكله على الله وثقته بحفظه وكلاءته من كيدهم وصفه بما يوجب التوكل عليه من اشتمال ربوبيته عليه وعليهم ومن كون كل دابة في قبضته وملكته وتحت قهره وسلطانه والأخذ بالناصية تمثيل لذلك * (إن ربي على صراط مستقيم) * إن ربى على الحق لا يعدل عنه أو إن ربى يدل على صراط مستقيم * (فإن تولوا فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم) * هو في موضع فقد ثتبتت الحجة عليكم * (ويستخلف ربي قوما غيركم) * كلام مستأنف أي ويهلككم الله ويجئ بقوم آخرين يخلفونكم في دياركم وأموالكم * (ولا تضرونه) * تبوليكم * (شيئا) * من ضرر قط إذ لا يجوز عليه المضار و إنما تضرون أنفسكم * (إن ربي على كل شيء حفيظ) *
(١٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 155 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 ... » »»