تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٦٦
حاجة لأن نكاح الإناث أمر خارج عن مذهبنا فمذهبنا إتيان الذكران * (وإنك لتعلم ما نريد) * عنوا إتيان الذكور ومالهم فيه من الشهوة * (قال لو أن لي بكم قوة أو آوي إلى ركن شديد) * جواب لو محذوف أي لفعلت بكم ولصنعت والمعنى لو قويت عليكم بنفسي أو اويت إلى قوى أستند إليه و أتمنع به فيحمينى منكم فشبه القوى العزيز بالركم من الجبل في شدته ومنعته روى أنه أغلق بابه حين جاءوا وجعل يرادهم ما حكى الله عنه ويجادلهم فتسوروا الجدار فلما رأت الملائكة مالقى لوط من الكرب * (قالوا يا لوط) * إن ركنك لشديد * (إنا رسل ربك) * فافتح الباب ودعنا وإياهم ففتح الباب فدخلوا فاستأذن جبريل عليه السلام ربه في عقوبتهم فأذن له فضرب بجناحه وجوههم فطمس أعينهم فأعماهم كما قال الله تعالى فطمسنا أعينهم فصاروا لا يعرفون الطريق فخرجوا وهم يقولون النجاء فإن في بيت لوط قوما سحرة * (لن يصلوا إليك) * جملة موضحة للتي قبلها لأنهم إذا كانوا رسل الله لم يصلوا اليه ولم يقدروا على ضرره * (فأسر) * بالوصل حجازي من سرى * (بأهلك بقطع من الليل) * طائفة منه أو نصفه * (ولا يلتفت منكم أحد) * بقلبه إلى ما خلف أو لا ينظر إلى ما ورءاه أو لا يتخلف منكم أحد * (إلا امرأتك) * مستثنى من فأسر بأهلك وبالرفع مكي وأبو عمرو وعلى البدل من أحد وفى إخراجها مع أهله روايتان روى أنه اخرجها معهم وأمر ان لا يلتفت منهم أحد إلا هي فلما سمعت هدة العذاب التفتت وقالت يا قوماه فأدركها حجر فقتلها وروى أنه أمر بأن يخلفها مع قومها فإن هواها إليهم فلم يسر بها واختلاف القراءتين لاختلاف الروايتين * (إنه مصيبها ما أصابهم) * أي أن الامر وروى أنه قال لهم متى موعد هلاكهم قالوا * (إن موعدهم الصبح) * فقال أريد أسرع من ذلك فقالوا * (أليس الصبح بقريب فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها) * جعل جبريل عليه السلام جناحه في أسفلها أي أسفل قراها ثم رفعها إلى السماء حتى سمع أهل السماء نباح الكلاب وصياح الديكة ثم قلبها عليهم وأتبعوا الحجارة من فوقهم وذلك قوله * (وأمطرنا عليها حجارة من سجيل) * هي كلمة معربة من سنك كل بدليل قوله حجارة من طين * (منضود) * نعت لسجيل أي متتابع أو مجموع معد للعذاب * (مسومة) * نعت لحجارة أي معلمة للعذاب قيل مكتوب على كل واحد
(١٦٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 161 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 ... » »»