تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٤٩
هود (14 _ 18)) للمشركين والضمير في فإن لم يستجيبوا لمن استطعتم أي فإن لم يستجب لكم من تدعونه من دون الله إلى المظاهرة على المعارضة لعلمهم بالعجز عنه فاعلموا أنما أنزل بعلم الله أي باذنه أو بأمره * (فهل أنتم مسلمون) * متبعون للاسلام بعد هذه الحجة القاطعة ومن جعل الخطاب للمسلمين فمعناه فاثبتوا على العلم الذي أنتم مسلمون مخلصون * (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون) * نوصل إليهم أجور أعمالهم وافية كاملة من غير بخس في الدنيا وهو ما يرزقون فيها من الصحة الرزق وهم الكفار أو المنافقون * (أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها) * وحبط في الآخرة ما صنعوه أو صنيعهم أي لم يكن لهم ثواب لأنهم لم يريدوا به الآخرة إنما أرادوا به الدنيا وقد وفى ما أرادوا * (وباطل ما كانوا يعملون) * أي كان عملهم في نفسه باطلا لأنه لم يعلم لغرض صحيح والعلم الباطل لا ثواب له * (أفمن كان على بينة من ربه) * أمن كان يريد الحياة الدنيا كمن كان على بينة من ربه أي لا يعقبونهم في المنزلة ولا يقاربونهم يعنى أن بين الفريقين تباينا بينا وأراد بهم من آمن من اليهود كعبد الله بن سلام وغيره كان على بينة من ربه أي على برهان من الله وبيان أن دين الإسلام حق وهو دليل العقل * (ويتلوه) * ويتبع ذلك البرهان * (شاهد) * يشهد بصحته وهو القرآن * (منه) * من الله أو من االقران فقد مر ذكره آنفا * (ومن قبله) * و من قبل القرآن * (كتاب موسى) * وهو التوراة أي ويتلو ذلك البرهان أيضا من قبل القرآن كتاب موسى عليه السلام * (إماما) * كتابا مؤتما به في الدين قدوة فيه * (ورحمة) * ونعمة عظيمة على المنزل إليهم وهما حالان * (أولئك) * أي من كان على بينة * (يؤمنون به) * بالقرآن * (ومن يكفر به) * بالقرآن * (من الأحزاب) * يعنى أهل مكة ومن ضامهم من المتحزبين على رسول الله صلى الله عليه وسلم * (فالنار موعده) * مصيره ومورده * (فلا تك في مرية) * شك * (منه) * من القرآن أو من الموعد * (إنه الحق من ربك ولكن أكثر الناس لا يؤمنون ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أولئك يعرضون على ربهم) * يحبسون في الموقف
(١٤٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 144 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 ... » »»