تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٤٦
هود (3 _ 7)) عيشة واسعة ونعمة متتابعة * (إلى أجل مسمى) * إلى أن يتوفاكم * (ويؤت كل ذي فضل فضله) * ويعط في الآخرة كل من كان له فضل في العلم وزيادة فيه جزاء فضله لا يبخس منه شيئا * (وإن تولوا) * وان تتولوا * (فإني أخاف عليكم عذاب يوم كبير) * هو يوم القيامة * (إلى الله مرجعكم) * رجوعكم * (وهو على كل شيء قدير) * فكان قادرا على اعادتكم * (ألا إنهم يثنون صدورهم) * يزورون عن الحق وينحرون عنه لأن من أقبل على الشيء استقبله بصدره ومن أزور عنه وانحرف نثى عنه صدره وطوى عنه كشحه * (ليستخفوا منه) * ليطلبوا الخفاء من الله فلا يطلع رسوله والمؤمنون على ازوراراهم * (ألا حين يستغشون ثيابهم) * يتغطون بها أي يريدون الاستخفاء حين يستغشون ثيابهم كراهة لاستماع كلام الله كقول نوح عليه السلام جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم * (يعلم ما يسرون وما يعلنون) * أي لا تفاوت في علمه بين اسرارهم واعلانهم فلا وجه لتوصلهم إلى ما يريدون من الاستخفاء والله مطلع على ثنيهم صدورهم واستعشائهم ثيابهم ونفاقهم غير نافق عند قيل نزلت في المنافقين * (إنه عليم بذات الصدور) * بما فيها * (وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها) * تفضلا لا وجوبا * (ويعلم مستقرها) * مكانه من الأرض ومسكنه * (ومستودعها) * حيث كان مودعا قبل الاستقرار من صلب أو رحم أو بيضة * (كل في كتاب مبين) * كل واحد من الدواب رزقها ومستقرها ومستودعها في اللوح يعنى ذكرها مكتوب فيه مبين * (وهو الذي خلق السماوات والأرض) * وما بينهما * (في ستة أيام) * من الاحد إلى الجمعة تعليما للتأنى * (وكان عرشه على الماء) * أي فوقه يعنى ما كان تحته خلق قبل خلق السماوات والأرض إلا الماء وفيه دليل على أن العرش والماء كانا مخلوقين قبل خلق السماوات والأرض قيل بدأه بخلق ياقوتة خضراء فنظر إليها بالهيبة فصارت ماء ثم خلق ريحا فأقر الماء على متنه ثم وضع عرشه على الماء وفى وقوف العرش على الماء أعظم اعتبار لأهل الأفكار * (ليبلوكم) * أي خلق السماوات والأرض وما بينهما للممتحن فيهما ولم يخلق هذه الأشياء لأنفسها * (أيكم أحسن عملا) * أكثر شكرا وعنه عليه السلام أحسن عقلا وأورع عن محارم الله وأسرع في طاعة
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»