تفسير النسفي - النسفي - ج ٢ - الصفحة ١٤٤
يونس (104 _ 107)) بالتخفيف على وحفص * (قل يا أيها الناس) * يا أهل مكة * (إن كنتم في شك من ديني) * وصحته وسداده فهذا ديني فاستمعوا وصفه ثم وصف دينه فقال * (فلا أعبد الذين تعبدون من دون الله) * أي الأصنام * (ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم) * يميتكم وصفه بالتوفى ليريهم أنه الحقيق بأن يخاف ويتقى ويعبد دون مالايقدر على شيء * (وأمرت أن أكون من المؤمنين) * أي بان أكون يعنى أن الله أمرني بذلك بماركب في من العقل وبما أوحى إلى في كتابه * (وأن أقم وجهك للدين) * أي أوحى إلى أن أقم ليشاكل قوله أمرت أي استقم مقبلا بوجهك على ما أمرك الله أو استقم إليه ولا تلتفت يمينا ولا شمالا * (حنيفا) * حال من الدين أو الوجه * (ولا تكونن من المشركين ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك) * ان دعوته * (ولا يضرك) * ان خذلته * (فإن فعلت) * فإن دعوت من دون الله مالا ينفعك ولا يضرك فكنى عنه بالفعل ايجازا * (فإنك إذا من الظالمين) * إذا جزاء للشرط وجواب لسؤال مقدر كأن سائلا سأل عن تبعة عبادة الأوثان وجعل من الظالمين لأنه لا ظلم أعظم من الشرك * (وإن يمسسك الله) * يصبك * (بضر) * مرض * (فلا كاشف له) * لذلك الضر * (إلا هو) * إلا الله * (وإن يردك بخير) * عافية * (فلا راد لفضله) * فلا راد لمراده * (يصيب به) * بالخير * (من يشاء من عباده) * قطع بهذه الآية على بعاده طريق الرغبة والرهبة إلا إليه والاعتماد إلا عليه * (وهو الغفور) * المكفر بالبلاء * (الرحيم) * المعافى بالعطاء اتبع النهى عن عبادة الأوثان ووصفها بأنها لا تنفع ولا تضر إن الله هو الضار النافع الذي أن أصابك بضر لم يقدر على كشفه إلا هو وحده دون كل أحد فكيف بالجماد الذي لا شعور به وكذا أن أرادك بخير لم يرد احدما يريده بك من الفضل والإحسان فكيف بالأوثان وهو الحقيق إذا بأن توجه إليه العبادة دونها وهو أبلغ من قوله إن أرادني الله بضر هل من كاشفات ضره أرادني برحمة هل هن ممسكات رحمته وانما ذكر المس في أحدهما والإرادة في الآخر كأنه أراد أن يذكر الامرين الإرادة والإصابة في كل واحد من الضر و أنه لاراد لما يريد منهما ولا مزيل لما يصيب به منهما فأوجز الكلام بأن ذكر المس وهو الإصابة في أحدهما والإرادة في الآخر ليدل
(١٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 139 140 141 142 143 144 145 146 147 148 149 ... » »»