هود (34 _ 38)) على الهرب منه * (ولا ينفعكم نصحي) * هو إعلام موضع الغى ليتقى والرشد ليقتفى ولكني إني إذا نصحى مدنى و أبو عمرو * (إن أردت أن أنصح لكم إن كان الله يريد أن يغويكم) * أي يضلكم وهذا شرط دخل على شرط فيكون الثاني مقدما في الحكم لما عرف تقديره إن كان الله يريد أن يغويكم لا ينفعكم نصحى إن أردت أن أنصح لكم وهو دليل بين لنا في إرادة المعاصي * (هو ربكم) * فيتصرف فيكم على قضية إرادته * (وإليه ترجعون) * فيجازيكم على أعمالكم * (أم يقولون افتراه) * بل أيقولون افتراه * (قل إن افتريته فعلي إجرامي) * أي إن صح إني افتريته فعلى عقوبة اجرامي أي افترائى يقا أجرم الرجل إذا أذنب * (وأنا بريء) * أي ولم يثبت ذلك و أنا برئ منه ومعنى * (مما تجرمون) * من إجرامكم في إسناد الافتراء إلى فلا وجه لإعراضكم ومعاداتكم * (وأوحي إلى نوح أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن) * إقناط من إيمانهم وانه غير متوقع وفيه دليل على أن للايمان حكم التجدد كأنه قال إن الذي آمن يؤمن في حادث الوقت وعلى ذلك تخرج الزيادة التي ذكرت في الإيمان بالقرآن * (فلا تبتئس بما كانوا يفعلون) * فلا تحزن حزن بائس مستكين والابتآس افتعال من البؤس وهو الحزن والفقر والمعنى فلا تحزن بما فعلوه من تكذيبك وإيذائك فقد حان وقت الانتقام من أعدائك * (واصنع الفلك بأعيننا) * وهو في موضع الحال أي اصنعها محفوظا وحقيقته ملتبسا بأعيننا كأن لله أعينا تكلؤه من أن يزيغ في صنعته عن الصواب * (ووحينا) * وإنا نوحى إليك ونلهمك كيف تصنع عن ابن عباس رضي الله عنهما لم يعلم كيف صنعة الفلك فأوحى الله إليه أن يصنعها مثل جؤجؤ الطير * (ولا تخاطبني في الذين ظلموا) * ولا تدعني في شان قومك واستدفاع العذاب عنهم بشفاعتك * (إنهم مغرقون) * محكوم عليهم بالإغراق وقد قضى به وجف القلم فلا سبيل إلى كفه * (ويصنع الفلك) * حكاية حال ماضية * (وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه) * من عمله السفينة وكان يعملها في برية في أبعد موضع من الماء فكانوا يتضاحكون منه ويقولون له يا نوح صرت نجارا بعدما كنت نبيا * (قال إن تسخروا منا فإنا نسخر منكم) * عند رؤية الهلال * (كما تسخرون) * منا عند رؤية الفلك
(١٥٣)