تفسير النسفي - النسفي - ج ١ - الصفحة ١٠٥
البقرة (219 _ 220)) مسلبة للمال فنزل * (يسألونك عن الخمر والميسر) * فشربها قوم وتركها آخرون ثم دعا عبد الرحمن ابن عوف جماعة فشربوا وسكروا وأم بعضهم فقرأ قل يا أيها الكافرون أعبد ما تعبدون فنزل لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فقل من يشربها ثم دعا عتبان بن مالك جماعة فلما سكروا منها تخاصموا وتضاربوا فقال عمر اللهم بين لنا في الخمر بيانا شافيا فنزل إنما الخمر والميسر إلى قوله فهل أنتم منتهون فقال عمر انتهينا يا رب وعن علي رضي الله عنه لو وقعت قطرة في بئر فبنيت مكانها منارة لم أؤذن عليها ولو وقعت في بحر ثم جف ونبت فيه الكلأ لم أرعه والخمر ما غلى واشتد وقذف بالزبد من عصير العنب وسميت بمصدر خمره خمرا إذا ستره لتغطيتها العقل والميسر القمار مصدر من يسر كالموعد من فعله يقال يسرته إذا قمرته واشتقاقه من اليسر لأنه اخذ مال الرجل بيسر وسهولة بلا كد وتعب أو من اليسار كأنه سلب يساره وصفة الميسر أنه كانت لهم عشرة أقداح سبعة منها عليها خطوط وهو الفذ وله سهم والتوأم وله سهمان والرقيب وله ثلاثة والحلس وله أربعة والنافس وله خمسة والمسبل وله ستة والمعلى وله سبعة وثلاثة أغفال لا نصيب لها وهى المنيح والسفيح والوغد فيجعلون الأقداح في خريطة ويضعونها على يد عدل ثم يجلجلها ويدخل يده ويخرج باسم رجل قدحا قدحا منها فمن خرج له قدح من ذوات الأنصباء أخذ النصيب الموسوم به ذلك القدح ومن خرج له قدح مما لا نصيب له لم يأخذ شيئا وغرم ثمن الجذور كله وكانوا يدفعون تلك الأنصباء إلى الفقراء ولا يأكلون منها ويفتخرون بذلك ويذمون من لم يدخل فيه وفى حكم الميسر أنواع القمار من النرد والشطرنج وغيرهما والمعنى يسألونك عما في تعاطيهما بدليل * (قل فيهما إثم كبير) * بسبب التخاصم والتشاتم وقول الفحش والزور كثير حمزة وعلى * (ومنافع للناس) * بالتجارة في الخمر والتلذذ بشربها وفى الميسر بارتفاق الفقراء أو نيل المال بلا كد * (وإثمهما) * وعقاب الاثم في تعاطيهما * (أكبر من نفعهما) * لأن أصحاب الشرب والقمار يقترفون فيهما الآثام من وجوه كثيرة * (ويسألونك ماذا ينفقون قل العفو) * أي الفضل أي أنفقوا ما فضل عن قدر الحاجة وكان التصدق بالفضل في أول الإسلام فرضا فإذا كان الرجل صاحب زرع أمسك قوت سنة وتصدق بالفضل و إذا كان صانعا أمسك قوت يومه وتصدق بالفضل فنسخت بآية الزكاة العفو أبو عمرو فمن نصبه جعل ماذا اسما واحدا في موضع النصب بينفقون والتقدير قل ينفقون العفو ومن رفعه جعل ما مبتدأ وخبره ذا مع صلته فذا بمعنى الذي وينفقون صلته أي ما الذي ينفقون فجاء الجواب العفو أي هو العفو فإعراب الجواب كإعراب السؤال ليطابق الجواب السؤال * (كذلك) * الكاف في موضع نصب نعت لمصدر محذوف أي تبيينا مثل هذا التبيين * (يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون في الدنيا) * أي في أمر الدنيا * (والآخرة) * وفى يتعلق بتتفكرون أي تتفكرون فيما يتعلق بالدارين
(١٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 100 101 102 103 104 105 106 107 108 109 110 ... » »»