نهر في الجنة حافتاه الذهب مجراه على الدر والياقوت ترتبه أطيب من المسك وأشد بياضا من الثلج أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد بن يوسف حدثنا محمد بن إسماعيل ثنا سعيد بن أبي مريم ثنا نافع عن ابن عمر عن ابن أبي مليكة قال قال عبد الله بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوضي مسيرة شهر ماؤه أبيض من اللبن وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنحوم السماء من يشرب منها لم يظمأ أبدا أخبرنا أبو سعيد عبد الله بن أحمد الطاهري أنا جدي عبد الصمد بن عبد الرحمن البزار أنا محمد بن زكريا العذافري انا إسحاق بن إبراهيم الدبري ثنا عبد الرزاق أنا معمر عن قتادة عن سالم بن أبي الجعد عن معدان بن أبي طلحة عن ثوبان قالقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أناعند عقر حوضي أزود الناس عنه لأهل اليمن أي أضربهم بعصاي حتى يرفضوا عنه وإنه ليغت فيه ميزابان من الجنة أحدهما من ورق والآخر من ذهب طوله ما بين بصرى وصنعاء أو ما بين أيلة ومكة أو من مقامي هذا إلى عمان قوله عز وجل (فصل لربك وانحر) قال محمد بن كعب إن أناسا كانوا يصلون لغير الله وينحرون لغير الله فأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يصلي وينحر لله عز وجل وقال عكرمة وعطاء وقتادة فصل لربك صلاة العيد يوم النحر وانحر نسكك وقال سعيد بن جبير ومجاهد فصل الصلوات المفروضة بجمع وانحر البدن بمنى وروي عن أبي الجوزاء عنو ابن عباس قال (فصل لربك وانحر) قال وضع اليمين على الشمال في الصلاة عند النحر قوله تعالى (إن شانئك) عدوك ومبغضك (هو الأبتر) هو الأقل الأذل المنقطع دابره نزلت في العاص بن وائل السهمي وذلك أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يخرج من المسجد وهو يدخل فالتقيا عند باب بني سهم وتحدثنا وأناس من صناديد قريش جلوس في المسجد فلما دخل العاص قالوا له من الذي كنت تتحدث معه قال ذلك الأبتر يعني النبي صلى الله عليه وسلم وكان قد توفي ابن لرسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وذك محمد بن إسحاق عن يزيد بن رومان قال كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعوه لنا فإنه رجل أبتر لا عقب له فإذا هلك انقطع ذكره فأنزل الله تعالى هذه السورة وقال عكرمة عن ابن عباس نزلت في كعب بن الأشرف وجماعة من قريش وذلك أنه لما قم كعب مكة قالت له قريش نحن أهل السقاية والسدانة وأنت سيد أهل المدينة فنحن خير أم هذا الصنبور المنبتر من قومه فقال بل أنتم خير منه فنزلت (ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت) الآية ونزل في الذين قالوا إنه أبتر (إن شانئك هو الأبتر) أي المنقطع من كل خير
(٥٣٤)