الناس وكتب حاطب بن أبي بلتعة كتابا إلى قريش ذكرناها في سورة الممتحنة ثم استخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة أبا رهم كلثوم بن حصين بن خلف الغفاري وخرج عامدا إلى مكة لعشر مضين من رمضان سنة ثمان فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وصام الناس معه حتى إذا كان بالكديب ما بين عسفان وأمج أفطر ثم مضى حتى نزل بمر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين ولم يتخلف من المهاجرين والأنصار عنه أحد فلما نزل بمر الظهران وقد عميت الأخبار عن قريش فلا يأتيهم خبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يدرون ما هو فاعل فخرج في تلك أبو سفيان بن حرب وحكيم بن حزم وبديل بن ورقاء يتجسسون الأخبار هل يجدون خبرا وقد قال العباس بن عبد المطلب ليلتئذ واصباح قريش والله لئن بغتها رسول الله صلى الله عليه وسلم في بلادها فدخل مكة عنوة إنها لهلاك قريش إلى آخر الدهر فخرج العباس على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال أخرج إلى الأراك لعلي أرى حطابا أ صاحب لبن أو داخلا يدخل مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم فيأتونه فيستأمنونه قبل أن يدخلها عليهم عنوة قال العباس فخرجت وإني لأطوف في الأراك ألتمس ما خرجت له إذ سمعت صوت أبي سفيان وحكيم وحزام ويديل بن ورقاء وقد خرجوا يتجسسون الخبر فسمعت أبا سفيان يقول والله ما رأت كالليلة قط نيرانا وقال بديل هذه والله نيران خزاعة حمشتها الحرب فقال أبو سفيان خزاعة الأم من ذلك وأذل فعرفت صوته فقلت يا أبا حنظلة فعرف صوتي فقال يا أبا الفضل فقلت نعم فقال مالك فداك أبي وأمي قلت ويحك يا أبا سفيان هذا والله رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين قال وما الحيلة قلت والله لئن ظفربك ليضرين قد جاء بما لا قبل لكم به بعشرة آلاف من المسلمين قال وما الحيلة قلت والله لئن ظفر بك ليضربن عنقك فاركب في عجز هذه البغلة حتى آتي بك رسول الله صلى الله عليه وسلم فأستأمنه فردفني ورجع صاحباه فخرجت أركض به بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما مررت بنار من نيران المسلمين فنظروا إلي قالوا هذا عم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مررت بنار عمر بن الخطاب فقال من هذا وقام إلي فلما رأي أبا سفيان على عجز الدابة قال أبو سفيان عدو الله الحمد لله الذي أمكن منك بغير عهد ولا عقد ثم اشتد نحو رسول اله صلى الله عليه وسلم فركضت البغلة وسبقته بما تسبق الدابة البطيئة الرجل البطيء فاقتحمت عن البغلة فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ودخل عليه عمر فقال يا رسولا الله هذا أبو سفيان عدو الله قد أمكن الله منه تغير عهد ولا عقد فدعني أضرب عنقه فقلت يا رسول الله إني قد أجرته ثم جلست إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذت برأسه وقلت والله لا يناجيه الليلة أحد دوني فلما أكثر فيه عمر رضي الله عنه قلت مهلا يا عمر فوالله ما تصنع هذا إلا أنه رجل من بني عبد مناف ولو كان من بني عدي بن كعب ما قلت هذا قال مثلا يا عباس فوالله لأسلامك يوم أسلمت كان أحب إلي من إسلام الخطاب لو أسلم وذلك لأني أعلم أن إسلامك كان أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من إسلام الخطاب لو أسلم فقال رسولا الله صلى الله عليه وسلم أذهل له يا عباس إلى رحلك فإذا أصبحت فأئتني به قال فذهبت إلى رحلي فبات عندي فلما أصبح غدوت بع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآه قال ويحك يا أبا سيان ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك والله لقد ظننت أن لو كان م الله إله غيره فقد أغنى عني شيئا بعد قال ويحك يا أبا سفيان ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله قال بأبي أنت وأمي ما أحلمك وأكرمك وأوصلك أما هذه فإن
(٥٣٨)