تفسير البغوي - البغوي - ج ٤ - الصفحة ٤٦٤
سورة الانشقاق (7 17) (فأما من أوتي كتابه) ديوان أعماله (بيمينه فسوف يحاسب حسابا يسيرا) أخبرنا عبد الواحد المليحي أنا أحمد بن عبد الله النعيمي أنا محمد يوسف ثنا محمد بن إسماعيل ثنا سعيد بن أبي مريم أنا نافع عن ابن عمر حدثني ابن أبي مليكة إن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وإن النبي صلى الله عليه وسلم قال من حوسب عذب قالت عائشة رضي الله عنهما فقتل يا رسول الله أوليس يقول اله عز وجل (فسوف يحاسب حسابا يسيرا) قالت فقال إنما ذلك العرض ولكن من نوقش في الحساب يهلك (وينقلب إلى أهله) يعني في الجنة من الحور العين الآدميات (مسرورا) يما أوتي من الخير والكرامة (وأما من أوتي كتابه وراء ظهره) فتغل يده اليمنى إلى عنقه وتجعل يده الشمال وراء ظهره فيؤتى كتابه بشماله من وراء ظهره وقال مجاهد تخلع بيديه اليسرى من وراء ظهره (فسوف يدعو ثبورا) ينادي بالويل ولهلاك إذا قرأ كتابه يقول يا ويلاه يا ثبراه لقوله تعالى (دعوا هنالك ثبورا) (ويصلى سعيرا) قرأ أبو جعفر وأهل البصرة وعاصم وحمزة ويصلى بفتح الياء خفيفا كقوله (يصلى النار الكبرى) وقرأ الآخرون بضم الياء وفتح الصاد وتشديد اللام لقوه (وتصلية جحيم) (ثم الجحيم صلوه) (إنه كان في أهله مسرورا) يعني في الدنيا باتباع هواه وركوب شهوته (إنه ظن أن لن يحور) أن لن يرجع إلينا ولن يبعث ثم قال (بلى) أي ليس كما ظن بل يحور إلينا ويبعث) إن ربه كان به بصيرا) خلقه إلى أن بعثه قوله عز وجل (فلا أقسم بالشفق) قال مجاهد هو النهار كله وقال عكرمة ما بقي من النهار وقال ابن عباس وأكثر المفسرين هو الحمرة التي تبقى في الأفق بعد غروب الشمس وقال قوم هو البياض الذي يعقب تلك الحمرة (والليل وما وسق) أي جمع وضم يقال وسقته اسقه وسقا إأي جمعته واستوثقت الإبل إذا اجتمعت وانضمت والمعنى والليل وما جمع وضمن ما كن بالنهار منتشرا من الدواب وذلك أن الليل إذا أقبل
(٤٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 459 460 461 462 463 464 465 466 467 468 469 ... » »»